هيا المساعيد تكتب: " أعَلِمتَ أشرفَ أو أجل من الذي يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا" احمد شوقي
نبأ الأردن -
إن مكانة المعلم لا يمكن أن يحيط بها وصف، فهو الدعامة الأولى لبناء الإنسان، والحجر الأساس لأي نهضة تُقام أو حضارة تُشيَّد.
وللمعلم أثر لا يزول بمرور الزمن؛ فربما كلمة ينطق بها تغيّر مصير طالب، وربما موقف صغير يزرع في القلب شجاعة لا تخبو. فالمعلم ليس مبلّغًا للمناهج فحسب، بل هو مهندسٌ للإنسان، يرقّق روحه، ويهذب سلوكه، ويضعه على طريق الخير والعطاء.
والمعلمُ هو من يرى في كل طالبٍ زهرةً محتملة، وفي كل فكرةٍ شرارة نور، فيزرع الإلهام ويزرع الثقة، ويزرع حب العلم الذي يبقى رفيقًا مدى الحياة. إنه الصديق، والموجّه، والقدوة التي يقتدي بها كل من يقف أمامه، وهو من يُعلمنا أن التعلم ليس مجرد حفظٍ للمعرفة، بل حياة تُعاش بالعقل والقلب معًا.
وقد نال المعلم في الإسلام مكانة سامقة؛ إذ عُدَّ نشر العلم من أجلِّ الأعمال، وقيل إن العلماء ورثة الأنبياء. والمعلم هو الوسيط الذي تنتقل عبره أنوار المعرفة، فيحييها في النفوس، ويغرس أثرها في القلوب، ويترك أثرًا لا يُمحى، يمتد من جيل إلى جيل.
معلمينا مهما أخطأنا في حقكم، يظل فضلكم أكبر من أن تُوفّى كلماتنا حقه. فأنتم جذوة النور التي لا تنطفئ، وبذرة العطاء التي لا تكفّ عن الإثمار. لكم ننحني احترامًا واعتذارا ، ونرفع قبعات التقدير عرفانًا،جزاكم الله عنّا خير الجزاء، وأبقى أثركم نورًا يمتد في الأجيال ما حيينا.
ولتظلوا أيها المعلمون، نبراسًا وهدايةً، ولتبقَ رسالتكم عطرةً في كل زمان ومكان.

























