مذيع النشرة الانجليزية في التلفزيون الأردني رعد البطوش يناشد ولي العهد (فيديو)

{title}
نبأ الأردن -
تالياً نص وترجمة رسالة مناشدة وجهها مذيع النشرة الإخبارية الانجليزية في التلفزيون، رعد البطوش، إلى ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني :
سموّ وليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظّم،

أتحدث إليكم اليوم لأنني أنظر إلى سموّكم باعتباركم نموذجًا للنزاهة والتفاني والشفافية، في ظلّ القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم.

وبوصفي أردنيًا فخورًا يؤمن بالرؤية التي يجسّدها سموّكم لوطننا، أتوجّه إليكم بكل احترامٍ وأمل.

أتحدث إليكم اليوم بدافع الاحترام، وايضا بدافع القلق العميق تجاه مؤسسةٍ كانت يومًا ما تحمل صوت الأردن وكرامته إلى العالم: مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية.



وأناشد سموّكم بكل تواضعٍ أن تصغوا لما أقول، وأن تتكرموا بزيارة المؤسسة بنفسكم، لتروا بأعينكم ما آلت إليه أوضاعها.

سموّكم، أتحدث باللغة الإنجليزية لسببٍ وجيه؛ لأنّ الإدارة الحالية- وغيرها من الادارات السابقة- جرّدت النشرة الإخبارية باللغة الإنجليزية من قيمتها، وكأنّ صوت الأردن في العالم لم يعد ذا شأن.

لقد تمّ إلغاء النشرة الإخبارية الإنجليزية على شاشة التلفزيون، تلك النشرة التي كانت نافذة مشرقة يرى العالم من خلالها الأردن.
ولم تلغ النشرة  لفشلها، بل لقصورٍ في دعمها من قبل الادارة.

لقد تمّ التعاقد مع اثنين من خيرة الكفاءات في مجال الصحافة الأردنية — من أصحاب الخبرة الواسعة والكفاءة العالية على المستوى الدولي — مقابل خمس مئة دينارٍ فقط لكلٍّ منهما.
خمس مئة دينار! هكذا قُدّرَت خبرتهم وقيمتهم المهنية.
وبدلاً من تمكينهم من بناء خدمةٍ إخباريةٍ إنجليزية محترمة، قررت الإدارة نقل العمل كله إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنّ هذه الوسائل يمكن أن تحلّ محل الإعلام التقليدي الراسخ.

لكنّ الحقيقة أنّها لا تستطيع ذلك.
فوسائل التواصل الاجتماعي تستمدّ مصداقيتها من الإعلام التقليدي، لا العكس.
وحين تنفصل عنه، تصبح مجرّد ضجيج بلا تأثير.

وفي الوقت نفسه، فإنّ إذاعة الأردن الانجليزية، وهي الجهة الحكومية الوحيدة الناطقة بالإنجليزية، تعاني من نقصٍ حادٍ في الكوادر، وقد تمّ إجحافها وتهميشها على نحوٍ واضح.
فعلى الرغم من نجاحنا في استقطاب كفاءاتٍ مؤهلة — وهو أمر نادر في هذا المجال — لم تُمنح أيٌّ من تلك الكفاءات فرصة التوظيف.

ومع تفاقم حالة عدم الكفاءة الإدارية، أخذ الضعف يتسلل إلى جوهر العمل التلفزيوني نفسه.
تُتَّخذ القرارات بلا رؤية، وبلا تشاور، وبلا مساءلة.
فتُهمَّش الكفاءات، وتعلو مكانها الواسطة واللامبالاة.

ويستمرّ التعيين دون معايير حقيقية أو اختبارات مهنية.
ويُستبعد أصحاب الخبرة، ويُتجاهل صوت الموظفين.
وقد بات كثيرون يشعرون بأنهم غير مسموعين ولا مُقدّرين، بل يُعامَلون أحيانًا بأسلوبٍ ينال من احترامهم ويُهين إخلاصهم لمهنتهم.

سموّكم، ما ذكرته هنا ليس سوى القليل القليل..
فما تحته أعمق وأخطر، إذ يهدد ليس مؤسسةً فحسب، بل روح الخدمة العامة التي كانت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية رمزًا لها.

وليس فيما أقول تظلّمٌ شخصي، بل نداءٌ صادق للحفاظ على المهنية، والنزاهة، وجوهر الرسالة الإعلامية الوطنية.

نحن لا نطلب امتيازًا، بل نطلب غايةً وهدفًا.
نطلب قيادةً تؤمن بالبناء، لا بالهدم.

إنّ زيارتكم، سموّ وليّ العهد، ستبعث الأمل في نفوس العاملين، وستؤكد أنّ المؤسسة ما زالت مهمّة، وأنّ صوت الأردن ما زال يستحق أن يُسمَع.

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير