د . بسام العموش يكتب: ( نحن والغرب )
نبأ الأردن -
مهما حاولنا أن نتحدث عن الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة والديموقراطية وحق تقرير المصير ، ومهما دونا من مواثيق في ذلك ، فإن التاريخ والواقع يبخر كل ذلك . فالتاريخ البشري كله صراع منذ أن قتل قابيل أخاه ، ولما كثر الناس كثرت المشكلات ، ففي العصر القبلي كان الغزو وقطع الطريق ، ولما قامت الدول صار الناس أمام مجتمع الغابة حيث يأكل الكبير الصغير ، ويفتك القوي بالضعيف . هذه هي الحياة وهؤلاء هم البشر وسيستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وعندها يتم الإعلان
" لا ظلم اليوم " . ومن يقرأ التاريخ الحديث يجد هيمنة الدول الكبرى على الصغرى ، والصراع بين الكبار على مناطق النفوذ . وصنع البشر حربين عالميتين وقتلوا عشرات الملايين . غالبية الدول الغربية هي دول استعمارية عنصرية استغلالية ، ميزوا على أساس اللون ، وميزوا على أساس العرق والدين والانتماء . تعاملوا مع دول وأنظمة وقادة بطريقة الوظيفة فإن انتهت المهمة انتهت الدولة أو من يقودها حيث أن السياسة لا علاقة لها بالحب والعواطف والغزل بل المصلحة والمصلحة فقط ، وقد رأينا كيف تخلى الغرب عن حبايب لهم فلما انتهى الدور قلبوا الصفحة وتعاملوا مع محبوب جديد ليؤدي وظيفة جديدة ثم يتم التخلي عنه .
لا يزال الغرب ينظر لنا أننا مركز حضارة الإسلام وأن السياسة تجاهنا هي عدم السماح لحضارتنا بالعودة ، ولهذا راحوا ينصبون من يؤدي هذه المهمة حتى لو سفك الدم وقتل الملايين ونشر العاهات والبلايا ونهب ما نهب . نظروا الى منطقتنا بأنها ذات موارد وخيرات وموقع فتعاملوا معنا بغرس فئة حاقدة " يهود " ليكونوا في قلب العالم الإسلامي وليشغلوننا أطول مدة ممكنة . اغرقوا مجتمعاتنا بالاستهلاك لتبقى مصانعهم تعمل . زرعوا الخلافات بيننا كي يسودوا .
المعركة معهم لن تتوقف ففي دمهم القتل كما فعلوا بسكان أمريكا وأستراليا وفيتنام والهند وأفريقيا وغيرها .
ليس مهما" أن نعرف عداوتهم بل المهم أن نعرف ما هو المطلوب منا ؟ ومن منا يعي ويدرك ويعمل كي نكون مستقلين لا يستعبدنا الغرب ولا يتمرجل علينا الصهاينة .
























