الجامعة الأردنيّة تدشن مختبرًا معرفيًّا متطوّرًا لدعم الأبحاث في إدارة المياه والزراعة الذكيّة
نبأ الأردن -
دشنت كلية الزراعة في الجامعةِ الأردنيّة اليوم المختبر المعرفي لإدارة المياه ضمن مشروع "مراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد WaPOR"، برعاية رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، المنفذ بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممول من المملكة الهولندية.
وأكّد رئيس الجامعة في كلمته أن المشروع يمثّل شراكة نوعية بين الجامعةِ الأردنيّة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والسفارة الهولندية، ويجسد التزام الجامعة بدعم الابتكار في مجالات إدارة الموارد المائية والزراعة، وتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليميّ للمعرفة والبحث العلميّ.
وأضاف أنّ المشروع ليس مجرّد دراسة أكاديمية، بل رسالة إنسانية تؤكد أن الماء شريان الحياة والغذاء حق مقدس، وأن الإبداع والابتكار هما السبيل لمواجهة التحديات المائية التي يفرضها شح المياه في الأردنّ.
وتابع قائلًا: "لقد وُجدت الجامعات لتكون منارات تضيء العقول وتفتح الدروب، واليوم تؤكد الجامعة الأردنية أنها ليست فقط بيتًا للعلم، بل قلب نابض لقضايا الوطن والإنسانية، ومن خلال هذا المشروع، نُعيد التأكيد أن مستقبلنا لا يُبنى بالكلمات وحدها، بل بالعمل المشترك وبالإيمان بأن كل قطرة ماء، وكل حبة قمح، هي أمانة في أعناقنا للأجيال القادمة."
وزاد عبيدات أنّ الاحتفال بهذا المشروع هو أيضًا احتفال بإرادة الحياة، ورسالة للعالم بأنّ الأردنّ – رغم التحديات – قادر على أن يكون مركزًا للمعرفة ومنصة للحلول ونموذجًا لشراكات قائمة على الثقة والإرادة، موجّهًا شكره للباحثين والطلبة والشركاء، خاصة منظمة الفاو، داعيًا لأن يكون المشروع نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر عدلًا واستدامة.
بدوره، قال ممثل الفاو في الأردنّ المهندس نبيل عساف إن المختبر يهدف إلى تمكين العاملين في وزارتي المياه والري والزراعة وسلطة وادي الأردن من المهارات الأساسية لاستخدام بيانات WaPOR والتحقق منها لأغراض الرصد والتخطيط التشغيلي، كما يشكل ركيزة أساسية للأدوات القائمة على WaPOR داخل المؤسسات الوطنية، مع إشراك طلبة الدراسات العليا والمهنيين الشباب في نقل المعرفة الحيوية واستدامتها عبر الأجيال.
أما نائب رئيس بعثة سفارة هولندا في الأردن بيير دي فريس، عبّر عن اعتزاز بلاده بالشراكة مع الجامعةِ الأردنية، قائلًا: "تفخر مملكة هولندا بدعم الأردنّ في جهوده لإدارة موارده المائية بكفاءة واستدامة، لقد حوّلنا عبر قرون تحديات المياه إلى فرص بالمعرفة والأدوات المبتكرة، واليوم يأتي هذا المختبر ليجسّد شراكة تربط الخبرة الهولندية بالمعرفة الأردنية لإيجاد حلول محلية مستدامة"، لافتًا إلى أن WaPOR يمثل نموذجًا بارزًا في تحويل البيانات إلى حلول عملية كما أنه سيغدو منصة إقليمية للتدريب وتبادل المعرفة والبحث التطبيقي.
من جانبها، أوضحت عميدة كلية الزراعة الدكتورة هديل غزاوي أن اتفاقية المشروع وُقعت نهاية عام 2024 وتمتد حتى منتصف 2026 بقيمة تقارب 250 ألف دولار أمريكي، وتهدف إلى تعظيم استخدام تطبيقات WaPOR في الإدارة المستدامة للمياه الزراعية وبناء القدرات الوطنية من خلال ورش تدريبية متخصصة وتجهيز بنية تحتية بحثية متقدمة. وأضافت أن قاعدة البيانات العالمية WaPOR، التي طورتها الفاو بدعم من هولندا، تتيح بيانات استشعار عن بعد مفتوحة الوصول لمراقبة وتخطيط إنتاجية المياه الزراعية، وتوفر معلومات دقيقة حول نمو المحاصيل وكفاءة استخدام المياه، بما يدعم متخذي القرار والباحثين والمزارعين في مواجهة شح الموارد المائية وتعزيز الأمن الغذائي.
كما قدّم الدكتور جواد البكري عرضًا حول المشروع، أشار فيه إلى أن أهدافه تتمثل في تحسين إنتاجية الأراضي ومياه الري باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وإنشاء المختبر المعرفي في كلية الزراعة ليكون منصة للبحث والتطبيق العملي والتدريب، إضافة إلى إنتاج خرائط دقيقة للمحاصيل، وإجراء دراسات متخصصة في إنتاجية المياه، وبناء القدرات الوطنية عبر ورش تدريبية وتطوير مهارات العاملين في قطاعي الزراعة والري.
ومنذ توقيع الاتفاقية، نفذت الجامعة الأردنية خمس ورش تدريبية متخصصة استهدفت كوادر وطنية، ونظمت لقاءات متعددة مع الشركاء المحليين والدَّوليين، وجهزت البنية التحتية الكاملة للمختبر المعرفي، وأعدت خطة عمل تفصيلية لدعم المؤسسات في إنتاج الخرائط والدراسات المتقدمة المتعلقة بالمحاصيل والمياه.
ويأتي افتتاح هذا المختبر اليوم ليجسد التزام الجامعة الأردنيّة وشركائها الدوليين بتحويل المعرفة إلى أدوات عملية تخدم الباحثين وصناع القرار والمزارعين، وتعزز مكانة الأردن في تبني أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد لإدارة الموارد المائية والزراعية بكفاءة، بما ينسجم مع أهداف الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وحضر حفل الافتتاح نواب رئيس الجامعة، وأمين عام وزارة الزراعة، إلى جانب عدد من الباحثين والطلبة والشركاء الوطنيين والدوليين.

























