شرف الدين ابورمان يكتب:إصلاحات البدور
نبأ الأردن -
فرحت عندما علمت أن الدكتور إبراهيم البدور سيدخل الفريق الحكومي وزيرا؛ ولا أنكر أكثر خوفي وقلقي عليه عندما علمت أنه سيستلم حقيبة وزارة الصحة؛ إحدى أكثر الوزارات بيروقراطية؛ وبحاجة إلى ثورة اصلاحية وتتشعب بها المصالح وشركاء العمل؛ وبها من التحديات ما بها..
عندما باركت له؛ لم أخفِ قلقي من ذلك؛ فوجدت فيه الحماس للعمل والاقبال على الإنجاز؛ فقلت في قلبي هو حماس الشباب لا أكثر..
بدأت أتابع الأخبار الواردة؛ إصلاحات إدارية من اليوم الأول في البيت الداخلي؛ تقدم دليلاً مهمهاً أنه قبل دخوله الوزارة كان يعلم تفاصيلاً دقيقة عنها؛ لا يعلمها إلا الموظفون أنفسهم؛ وعمل على إعادة ترتيب إدارة الوزارة بحنكة وشجاعة..واتخذ القرارات الصعبة لذلك؛ ولم يتعامل مع مبدأ ( وانا مالي)؛ وكان التصريح الأول الصادر عن أولى اجتماعاته هي الدعوة إلى الانفتاح على الإعلام؛ أي شفافية الطرح والابتعاد عن ( تخباية الرأس)..
توالت الأنباء؛ زيارات ميدانية مباشرة؛ انقطاع كهرباء في مستشفى الزرقا لمدة ٣ دقائق كانو كفيلات ليتواجد بسرعة قياسية في الموقع؛ زيارات يومية، الجلوس مع الأطباء في الميدان؛ والسماع للمرضى.. والأهم الابتعاد عن بروتوكولات زيارة المسؤول لموقع بعينه..
من يريد التغيير لا بد أن يواجه بمقاومة هنا أو هناك؛ فالاصلاح له فاتورته؛ وله معارضيه ممن سيتأثرون به؛ وسيجد أصواتا تشكك وتنتقد وتحرّض؛ ولكني آمنت أنه يحمل مشروعا إصلاحيا متقدما؛ ومن يملك المشروع وخطته سينجح؛ هكذا علمتنا الحياة..
معادلة وزراة الصحة هي الأصعب دوما كما التربية؛ فأصحاب المصلحة في الصحة أكثر؛ واهمهم المستهدف المباشر وهو المريض نفسه، وهنا يكمن سر النجاح..
أكتب هذه السطور ولا أعلم موقفه منها ولم أتحدث إليه منذ أن بدأ عمله؛ ولكني أثق بقدرة البدور على تحقيق مشروعه؛ واثق أنه مؤهل للنجاح وإعادة الألق لقطاع طالما تفاخرنا به....

























