د.ماجد خواجا يكتب : واجب عزاء زميل مسيرة
نبأ الأردن -
أعزي نفسي وزملائي وفاة الزميل الطيب والأخ الغالي جهاد أبو بيدر الذي غادرنا الى كنف أرحم الراحمين .. كانت مسيرة متعبة لكنها شيقة فهي شائكة وشائقة تلك التي جمعتني مع جهاد ابو عمر عندما بدأت الكتابة ككاتب زاوية يومية في الأنباط وقبلها في شيحان وكان اللقاء شبه يومي حيث كنت أكتب المقالة يدويا وأركب الحافلات للوصول الى مبنى الجريدة والصعود الى الطابق الرابع الذي غالبا ما يكون صعودا على الأدراج لتعطل المصعد المتكرر وانتظر إلى أن يتم اجازة المقال مبدئيا ليدخل الى مرحلة الطباعة والتنضيد وفي الصباح الباكر أقوم بشراء نسخة من الصحيفة لأجد في كثير من المرات عدم نشر المقالة .. لتبدأ مرحلة الاستفهام دون الحصول على اجابات شافية .. كانت اللقاءات في كثير منها يشوبها حوارات وسجالات لا تنتهي عن ومع الرقيب الأمني الساكن بين الضلوع .. تمضي الأيام والشهور وانا قابض على جمر النشر وجهاد بين مطرقة الكاتب وسندان الرقيب .. خضنا كثيرا من المعارك التي فرضت علينا .. وأخذتنا الحياة كلا بطريق غير ممهد لكن بقي بيننا العرفان والذكرى الطيبة .
حين زرناه أنا والزميل الصحفي الأخ نشأت الحلبي .. كان واضحا انه في النهايات فهو دخل في غيبوبة وما يدعى بالموت السريريّ.. فقد أصابته نوبة دماغية أثناء عملية قسطرة قلبية مما أدى الى نزف الدماغ ودخوله في عالم الدعوات بأن تحفظه عين الرحمة الإلهية .. غادرتنا جهاد وانت بعد مسيرة عمر ما زلت تعيد البدايات في كل مرة فكانت آخر أحلامه وشغفه إنشاء موقع اخباري بعنوان سبق .. لكن المرة هذه عاجله الموت ليسبقه في سباق المسافات الحياتية المنهكة .. عتب علي أنا ونشأت عندما التقطنا صورة دون أن يكون فيها حيث كنا في مناسبة معا .. غاب جهاد وبقيت كثير من الذكريات الموجعة والمفعمة بالحنين.. إلى رحمة الله تعالى وغفرانه ورضوانه ووداعا جهاد الذي سبقنا بخطوات في مسيرة الحياة .. ستبقى الذاكرة تحمل كل شيء طيب وجميل لجهاد ابن الحياة بشغبها وشبقيتها وأحلامها وأوجاعها وشغفها وإحباطاتها.. نودعك جهاد ولا أمنيات إلا أن ندعو لك بالرحمات الواسعة

























