صالح الشرّاب العبادي يكتب:ها هو نتنياهو قالها… فماذا أنتم فاعلون؟
نبأ الأردن -
لم يعد الأمر يحتمل المجاملات السياسية أو الانتظار. نتنياهو، وبأقصى درجات الوضوح، أعلن تمسكه بمشروع "إسرائيل الكبرى”؛ مشروع استيطاني توسعي لا يعترف بحل الدولتين، ويستهدف ابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية، وتهجير أهلها، والتمدد خارج حدود فلسطين التاريخية.
أمام هذا التصريح الفاضح، لا معنى للاستمرار في أوهام المفاوضات أو التمسك بحل الدولتين الذي أسقطته إسرائيل بقرارها. الرد الطبيعي والضروري هو الانتقال فورًا إلى المطالبة بحل الدولة الواحدة من النهر إلى البحر، دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس كاملة غير مجزأة.
لكن هذه المطالب لا تساوي شيئًا إن بقيت حبرًا على ورق. المطلوب اليوم إجراءات عملية وحاسمة:
1.وقف العمل باتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل، وإغلاق السفارات وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية.
2.إلغاء اتفاقيات أبراهام فورًا ووقف أي مسار تطبيع من أي دولة عربية، خاصة دول الخليج، وتحويل التطبيع من خيار سياسي إلى خط أحمر وطني وقومي.
3.رفع درجات الجاهزية القصوى والاستعداد للحرب، مع تكثيف التنسيق العسكري والسياسي مع مصر الحليفة الكبرى، وسوريا، ولبنان، بالإضافة إلى التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج، لتشكيل جبهة ردع عربية حقيقية.
إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تتراجع إلا تحت ضغط الكلفة السياسية والأمنية والاقتصادية. أما بيانات "الإدانة بأشد العبارات” التي نسمعها منذ 1967، فقد أصبحت غطاءً للعجز، وموسيقى مكررة لا يسمعها سوى أصحابها.
إن صراحة نتنياهو في إعلان مشروعه يجب أن تُقابل بصراحة أكبر في إعلان رفضه، وبخطوات ملموسة تضع حدًا لسياسات الاحتلال والتوسع. التاريخ لا يرحم من يفرّط، ولا يغفر لمن يبيع، ولا يذكر إلا من واجه وقاوم.
السؤال اليوم ليس ماذا قال نتنياهو… بل ماذا سنفعل نحن؟

























