ناصر ابراهيم المكحل يكتب: ليسوا وحدهم من يصنع التفوق!
نبأ الأردن -
مدير مدرسة معاوية بن ابي سفيان الثانوية الشاملة للبنين
مع إعلان نتائج الثانوية العامة كل عام، تشتعل صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بمقابلات لمعلّمي المنصات، يظهرون فيها في بيوت الطلبة المتفوّقين، مردّدين عبارات مثل: "هذا طالبنا"، "هذه طالبتنا"، "نحن فخورون بكم".
لكن، عند التمعّن في المشهد، يخيّل للمتابع أن الأمر يتجاوز حدود الفخر الأكاديمي، ليأخذ منحىً دعائيًا للتسويق الشخصي أكثر منه احتفاءً بالنجاح نفسه .
والسؤال الجوهري الذي يتجاهله كثيرون:
أين هي هذه اللقاءات مع الطلبة الذين لم ينجحوا، أو لم يحصلوا على علامات عالية رغم أنهم درسوا عبر هذه المنصات؟
هل يُصرَّح حينها بأن السبب يعود إلى ضعف الطالب أو عدم استيعابه؟
إذا كان ضعف الطالب مبرّرًا لرسوبه، أو سببا لعدم حصوله على علامات عالية فهل من العدل أن يُنسَب تفوق الناجحين بالكامل إلى جهد المنصة؟
الحق أن النجاح لا يُصنع من طرف واحد. إنه ثمرة تكامل بين إرادة الطالب وجهده الذاتي، وجهود المعلمين في المدرسة و المنصة ، ودعم الأسرة، وحسن إدارة الوقت.
معلم المنصة ربما يكون له دور لا يتجاوز نسبة قليلة بالمقارنة بالاسباب الأخرى التي كانت سببا في تفوق الطالب مثل ذكاء الطالب وقدراته ......
لكن، للأسف، يُروَّج أحيانًا لفكرة أن المعلم الفلاني هو "السبب الوحيد" في التفوق، متناسين أن الطالب هو العنصر الأهم، والمحرك الأول لأي إنجاز .
إن الاعتراف بدور كل طرف بعدل وإنصاف، هو ما يحفظ قيمة العملية التعليمية، بعيدًا عن المبالغة في الادعاءات أو تسويق الوهم.
فالطالب المتفوق يستحق أن يُقال له: "أنت السبب الأول في نجاحك"، كما يستحق المعلم والأسرة أن يُشكروا على دورهم، دون أن يدّعي أحد أنه الوحيد القادر على صناعة التفوق .

























