د.حسن براري يكتب : استنتاجات تحتمل الخطأ والصواب

{title}
نبأ الأردن -
لا يريد نتنياهو حماس المقاومة ولا السلطة المسالمة، فالأولى تشكل تحديًا عسكريًا، والثانية (كما يريد أن يراها) ضعيفة وليست ذي صلة، ما يمنحه الذريعة المطلوبة لاعتبار الضفة الغربية بلا سلطة تمهيدًا للاستفراد بها سياسيًا وميدانيًا.

- في حال نجاح إسرائيل في هذا المسار، ستكتفي بالاستعانة بعملاء إقليميين لإثارة الفوضى في بلدانهم لتبرير الادعاء بإن هذا النظام أو ذاك "غير ذي صلة"، ومن ثم المطالبة بـمناطق أمنية على حدود تلك الدول، وهي اسماء تضليلية ذات بعد استراتيجي لاخفاء جوهر المشروع التوسعي الصهيوني.

- على الدول العربية المعنية أن تستخلص العبرة من درس غزة، وأن تبادر إلى إنشاء ملاجئ عامة وحصينة تكفي لحماية سكانها من أي طارئ أمني أو عسكري.

- بالنسبة لإسرائيل، اتفاقيات السلام ليست سوى هدن مؤقتة، وسرعان ما تبحث عن الذريعة للانقلاب عليها إذا اقتضت مصلحة المشروع الصهيوني التوسعي ذلك.

- تعلن حماس بوضوح أن أي قوات عربية تدخل غزة حتى لو كانت بغطاء "إدارة شؤون مدنية" ستعامل معاملة قوات الاحتلال ما يعني استهدافها عسكريًا وهكذا تسفك دماء عربية عربية.

- فشلت المنابر الإخوانية في الخارج في إشعال الشارعين المصري والأردني، بدليل غياب التحركات الجماهيرية الكبيرة، وفشلت أيضا في تحقيق هدفها في تنظيم اعتداءات على السفارات أو صرف الأنظار عما ترتكبه إسرائيل ميدانيًا.

- المشهد العربي يعيش حالة من التشظي والانقسام، والمنطقة غارقة في عدم اليقين، وهو المناخ الذي تستثمره إسرائيل بأقصى قدر من البراغماتية لتوسيع مكاسبها.

- الدعوات التي أطلقتها فرنسا وبعض الدول العربية لإقامة دولة فلسطينية كانت ستكون أكثر توازنًا لو لم يتم ربطها بشرط إقصاء حماس، وهو شرط إسرائيلي الطابع يخدم أهداف الاحتلال التي لا تقبل حتى ببديل فلسطيني.

- الخطة الإسرائيلية التي يطرحها نتنياهو بالغة الخطورة ولا يجوز الاستهانة بما قد يلحق بقطاع غزة من كوارث إن طُبقت، بما في ذلك سيناريو التهجير الذي أصبح ممكنًا وقابلًا للتنفيذ.

- لبنان تعود إلى المربع الأول، فلا اسرائيل مستعدة للانسحاب ولا حزب الله مستعد لتسليم السلاح بحجة المقاومة، وهكذا تعود لبنان لتكون مسرحًا للعبة الاقليمية، والأخطر قد تنزلق البلاد لحرب أهلية.

- وقبل ما واحد ييجي يأخذ كلامي في غير سياقه الصحيح أقول بأنني مؤمن بعبارة قالها مهدي عامل وتنص على أن "التماثل فقط في الموت وفي الحياة اختلاف".
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير