د . بسام العموش يكتب: (مكافحة الفساد)
نبأ الأردن -
حين تؤسس الدولة الأردنية هيئة لمكافحة الفساد فهذا يشكل اعترافا" بوجوده بل يشكل اعترافا" بأننا بصدد مكافحة ، وهي كلمة تدل على كثرة الفساد مثل مكافحة المخدرات ومكافحة الأوبئة ومكافحة الحشرات . من جهة أخرى فإن تشكيل هذه الهيئة يعبر عن ثقة الدولة بنفسها وأنها لا تخشى من القول بوجود الفساد . السبب والتبرير بسيط وهو قولنا إن الفساد مرافق للوجود الإنساني كما جاء في القرآن الكريم
(أتجعل فيها من يفسد فيها )
فهل نقوم بالمكافحة كما هو مطلوب ؟ لا نشكك في الجهود التي تبذل ولكن من حق الدولة والمجتمع علينا أن ننقل تساؤلات يستطيع الإجابة عليها المتابعون لهذا الأمر صباح مساء سواء كانوا في الهيئة أو مؤسسات الدولة ، وبلا شك فنحن بين الغيورين وبين المدافعين عن حقوق الإنسان ، وان تبلي الناس واغتيال سمعتهم خطر لا يقل عن الفساد نفسه . لا نستطيع إلا أن نكون مع المكافحة ، ولكننا نريد مكافحة عامة لا تعمل مع ذوات وتنشيط مع آخرين . لا نريد مكافحة لصغير الفساد وترك كبيره ، لا نريد الوقوف عند الفاسد بل المحرض والحامي والشريك .
لا نريد الحزم مع أناس والتغاضي عن آخرين ، ولا نريد مكافحة للسمعة الخارجية بينما لا نأبه لرأي شعبنا الذي يرى الفساد بعينه . ولعلنا من المفيد هنا أن نبحث المسألة بعمق ، فما هو السبب الداعي للفساد ؟ هل هو الطمع أم الحاجة والفقر ؟ أليس هذا الفاسد قد مر بالمراحل التعليمية فماذا قالت له المناهج ؟ وماذا قالت له أسرته ؟ وماذا قال له الإعلام الشفاف ؟ وماذا قالت الجامعة ؟ وماذا قال المسجد ؟ وهل قدمت على شاشة التلفزيون نماذج من قصص الفاسدين ؟ أمر أخير أنبه له وهو منح التشريع الفرصة للفاسد كي يفسد بطرق قانونية مثل افتعال السفر والمياومات والمكافآت والترفيعات وإسناد المواقع والمشتريات والعطاءات والقروض .
وطني بخير اذا كافحنا الفساد لأن الفاسد يأخذ أموال دافعي الضرائب وهم الشعب كل الشعب

























