وليد العريض يكتب: الغابة التي لا يستجاب فيها الدعاء(17)

{title}
نبأ الأردن -
الجرذ الذي ورث النشيد الوطني

بعد سنواتٍ من عزف النشيد ذاته كل صباح—نشيدٍ لا يتغيّر إلا في عدد التأوهات والصفّارات—أعلنت وزارة الثقافة الحيوانية أن الجرذ سيصبح المنشد الرسمي للغابة.
تعجّبت الحيوانات.
قال العصفور:
لكن الجرذ لا يُجيد الغناء!
قالت البومة:
"بل يُجيد التسلل إلى الميكروفونات.

وفي أول صباح صعد الجرذ إلى المنصة.
كان مرتديًا زيًا رسمياً مصنوعًا من قصاصات نشيد قديم ورائحة فئران نافقة.
أخذ نفسًا
ثم غنّى:

يا غابتنا الرشيدة
يا مرعى الصمت والسجادة
نحيا ونموت من أجل نشيدٍ لا نعرف معناه
لكن نحفظ توقيته.
صفّقت الحاشية.
صفّق الوحش.
وصفّق الجرذ لنفسه.
ومنذ ذلك اليوم أصبح الجرذ رمزًا وطنيًا.
طُبعت صورته على الجرائد وعلى قطع الجبن الرسمية.

وسُمّي شارع كبير باسمه:
شارع الولاء المزمجر (الفرع الجري)

لكن في زاوية النشيد بقيت جملةٌ ممزقة، لا تُغنّى أبدًا:
ما معنى أن تغنّي لشيءٍ لا يسمعك؟
وتُصفّق لألمٍ لا يُترجم؟
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير