فريحات يكتب: الأردن... قلعة العروبة وسياج الأمة الأمني
نبأ الأردن -
الخبير الأمني رائد فريحات
في زمن تختلط فيه المواقف السياسية، وتضيع فيه الحقائق بين الشعارات، يثبت الأردن مرة تلو الأخرى أن مواقفه ليست رهينة للضغوط، ولا خاضعة للابتزاز، ولا تبحث عن تصفيق الجهلة. فالأردن، بقيادته الهاشمية، لا يحتاج إلى شهادة من أحد في دعمه لغزة وفلسطين، فهو في قلب المعركة منذ اليوم الأول، ويدفع ثمن مواقفه دون ضجيج أو ادعاء.
من يشكك في الدور الأردني أو يعتدي على سفاراته في الخارج، لا يعبّر عن غضب صادق، بل عن خيانة للقضية الفلسطينية وطعن مباشر لدولة كانت، وما تزال، الحصن الأقوى لفلسطين والمدافع الأشرف عن القدس. ومن يظن أن الأردن يمكن أن يرضخ لمثل هذه التصرفات المشبوهة، فهو واهم ولا يعرف حقيقة هذا الوطن ولا رجاله.
إن الاعتداء على السفارات الأردنية في الخارج ليس مجرد تجاوز دبلوماسي، بل فعل عدائي يستهدف هيبة الدولة وسيادتها. وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، وستتم مواجهته بكل أدوات القانون والقوة والردع. لن يُسمح لأي جهة أن تجعل من الأردن شماعة لفشلها أو منبرًا لفوضاها.
لم يكتفِ الأردن بالمواقف الإعلامية، بل تحرك على الأرض ونفذ وساند. وجّه جلالة الملك بتسيير الجسور الجوية، وأُرسلت المستشفيات، وقاد الأردن تحركًا دوليًا صلبًا، ووقف في وجه القوى الكبرى دفاعًا عن غزة. لم يكن الهدف تحقيق مكاسب سياسية، بل كان المبدأ هو المحرك الأول والأخير.
وفي المقابل، فإن أمن الأردن واستقراره خط أحمر لا يقبل المساس. ومن يتخيل أنه قادر على تهديد الداخل الأردني أو زعزعة استقراره، فهو واهم وعليه أن يُعيد حساباته فورًا. فالأردن يفتح ذراعيه للدفاع عن الحق، لكنه لا يُخفض رأسه أمام أحد. وأجهزته الأمنية والعسكرية يقظة وقادرة وجاهزة لكل طارئ.
نعلنها بوضوح: نرفض بشدة أي إساءة للأردن، ونقف خلف قيادتنا الهاشمية بثقة وإيمان، ونؤكد أن هذا الوطن ليس ساحة مفتوحة للفوضى، بل دولة ذات سيادة تُحترم وتُحسب لها ألف حساب.
ومن أراد حقًا أن يدعم غزة، فليدعم مواقف الأردن، لأنه الحاضنة والخندق والعمق. أما من اختار طريق الفوضى، فلن يجد في الأردن إلا الجدار الصلب الذي تتحطم عليه كل محاولات الفتنة والتآمر. حمى الله الأردن.

























