عبدالله بني عيسى يكتب : تلك إساءات تفتح جراحاً وتخلق شرخاً بين الشعوب

{title}
نبأ الأردن -
لطالما قيل في السياسة إن مواقف الأحزاب والحراكات الشعبية وحتى وسائل الإعلام لا تُلزم الدول رسميًا، ولا تستدعي مواقف سياسية رسمية. لكن في زمن السوشال ميديا، تغيّر كل شيء.. لم تعد الإساءات والشتائم تُنسى، خصوصاً أنها بالصوت والصورة، ولم تعد تُصنّف في خانة التعبير الحر، لاسيما حين تُوجّه لقادة الدول أو رموزها أمام الملأ وباسم شعوب أخرى.
ما يجري اليوم من موجات شتائم وتحريض وتخوين بحق قادة عرب، على خلفية مواقف متعلقة بالحرب في غزة، ليس مجرد "تنفيس" أو "ردة فعل عاطفية". إنها إساءات تفتح جراحاً وتخلق شرخاً بين الشعوب، وتُغذي اصطفافات لا تخدم لا غزة ولا القضية، بل تدفع باتجاه عزلة أكبر، وتعقيد للمشهد، وانهيار لما تبقى من التضامن.
لقد علمتنا التجربة – كمراقبين للمزاج العام – أن الشعوب، مهما اختلفت مع قيادتها في الداخل، إلا أنها لا تتسامح مع إهانة تلك القيادة من الخارج. فحين يشعر الناس أن كرامة زعيمهم تُهان من أبناء شعب يفترض أنه شقيق، فإن الانحياز يتحوّل من القضية إلى الكرامة، ومن الدعم إلى الدفاع.
الذين يظنون أن شتم هذا الرئيس أو ذاك الملك أو ذاك القائد سيقوّي موقفهم أو يضغط على الحكومات.. واهمون. ما يفعلونه – عن جهل أو حمق – هو ضرب ما تبقى من ثقة عربية، وتدمير آخر ما يجمعنا من روابط.
من حقك أن تغضب، أن تنتقد، أن تطالب. لكن حين يتحوّل غضبك إلى سلوك عدائي ضد شعوب بأكملها أو قادتها، فأنت تسهم – دون أن تدري – في إيذاء القضية التي خرجت لأجلها.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير