أمل خضر تكتب: الملك والأردن .. وغزة

{title}
نبأ الأردن -
شعب واحد لا شعبين
الملك عبدالله: "أعلم أن سكان غزة يشكرون الأردن"

كلمات سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، أطال الله عمره، استوقفتني بصدقها وشفافيتها؛ إذ قال:
"أعلم أن أهل غزة وفلسطين يشكرون الأردن، ولكن في قلوبهم يقولون: ليس كافياً... وعلى الأردن تقديم المزيد، ليس من باب الإنسانية، بل من باب الأخوّة والدم الذي يسري في عروقنا، لأن فلسطين والأردن ليستا كأي دولتين متجاورتين، بل لأن فلسطين روح الأردن، والأردن روح فلسطين."

إن جلالة الملك عبدالله الثاني يعمل دون توقف، ودون كلل أو ملل، على مختلف الصعد الإقليمية والدولية من أجل وقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنهاء الحرب الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. كما يبذل أقصى جهد ممكن من أجل فتح كل الطرق والمعابر الجوية والبرية والبحرية، واستخدام كل الوسائل الممكنة بهدف إيصال المساعدات المختلفة إلى الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لعملية تجويع مميتة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

الأردن، بقيادة جلالة الملك، يوظف علاقاته المتميزة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول العالم الأخرى، في البحث عن حلول تنهي العدوان الإسرائيلي والحرب الهمجية على الشعب الفلسطيني، وكذلك الضغط على الاحتلال لإجباره على السماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني، بينهم أكثر من مئة ألف طفل، معرضون لموت حقيقي بطيء في حال استمرار الحصار الإسرائيلي وإعاقة وصول المساعدات إلى القطاع.

الخطر الحقيقي بات يهدد بشكل متزايد أرواح الفلسطينيين الذين أنهكهم الجوع والمرض وتداعيات الحرب المستمرة منذ ما يقارب العام ونصف.
هذا كله كفيل بأن يسكت كل الأصوات التي تنعق، والأفواه التي تتصيّد، وهي تعلم أن الملك عبدالله يقول ويفعل، لإيمانه برسالة الهاشميين في حماية القدس والمقدسات وفلسطين، شعباً وأرضاً.

حكاية تاريخ، من لم يعشها فليتبعها، ويرَ الفعل الذي سبق القول، والصوت الذي ارتفع في كل المنابر والمحافل.
إن موقف الأردن والدفاع عن فلسطين أمر لا يمكن مقايضته أو التهاون فيه، واضح كوضح الشمس: فلسطين للفلسطينيين، وحق الشعب الفلسطيني بأرضه ثابت لا يُنكر.

فجلالته، ورغم كل تلك الجهود، لا يزال يرى أن على الأردن تقديم المزيد لأهلنا في غزة وفلسطين، لا حباً بالمظاهر، بل إيماناً ووفاءً لا يعرف التراجع، وليس إرضاءً لأفواه الغربان.

فالأردن يدفع بكل ما يستطيع من مساعدات براً وجواً إلى قطاع غزة، لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين هناك، محاولاً إمدادهم بأسباب الحياة الممنوعة عنهم جراء العدوان الإسرائيلي.
ولو أُتيح للأردن إرسال ملايين الشاحنات، أو حتى قطع اللقمة من فم أبنائه، لما تأخر لثانية واحدة، ولفعل ذلك دون تردد أو لحظة تفكير.

ولا أكتب هذا لأثبت شيئاً، بل هي حقائق ووقائع سطرها التاريخ، وستحكيها أمهاتنا الفلسطينيات قبل الأردنيات لأبنائهن:
ما يفعله الملك عبدالله وشعبه عظيم، وكبير بعيون الغرب قبل العرب.

فالأردن يعمل ليل نهار، على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية، مع الأشقاء والأصدقاء في العالم، ومع المؤسسات الدولية المختلفة، من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي، ووقف الحرب، والتوصل إلى حل شامل في غزة، وللقضية الفلسطينية عموماً، على أساس مبدأ حل الدولتين، بصفته الضامن الوحيد للأمن والاستقرار لشعوب ودول الشرق الأوسط.

وغربان الشر والفساد، ماذا قدمتم غير نعيق مزعج للأذن، مبشّر بالشر والفتن؟
هل تعلمون أن أرواح الأردنيين لم تكن يوماً أغلى من أرواح الفلسطينيين؟

المستشفيات الميدانية التي أُرسلت، وما تزال قائمة، وتقدّم خدماتها الطبية والعلاجية لمئات الآلاف من الفلسطينيين، هل هي في بروج مشيّدة؟
والمخابز المتنقلة التي تنتج عشرات الآلاف من الأرغفة يومياً، وتُوزّع مباشرة على الفلسطينيين؟
وقوافل المساعدات الإنسانية، جواً وبراً، هل هي في مدرعات محمية؟

ورغم ذلك، انظروا إلى شفافية سيدنا، يقول: "غير كافٍ"، عن كل ما قام به الأردن.
فلا زال يسعى بقوة وإيمان وحزم، لرفع مدافع ورشاشات إسرائيل، لينعم أهل غزة بالأمان والسلام، واستعادة حقهم كشعبٍ يستحق الحياة.

الأردن، الأقرب، والأصدق، والأوفى، والأكثر التصاقاً بفلسطين وشعبها وقضيتها، كان ولا يزال وسيبقى كذلك.
فلسطين والأردن خط أحمر.
وما عليكم إلا أن تكتفوا بسكّرٍ فضيّ، حفاظاً على أصواتكم.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير