د.حسن براري يكتب:هل اختلطت الشعارات بالمصالح؟

{title}
نبأ الأردن -
لم يكن الحظ حليفي في محاولتي لفهم بعض الأمور وفقا لمعادلات الربح والخسارة أو البرغماتية السياسية أو المنطق الإنساني! وعليه، هناك الكثير من الأمور التي تستحق التوقف والتفكير

فمثلا، لا أفهم كيف يمكن لغزة أن تستفيد من مهاجمة البعض للسفارات  الأردنية أو محاولتهم البائسة لخلق انطباع بأن الأردن متآمر عليها وكأنه هو من يقصفها ويقتل أبناءها. هل بالفعل استهداف الأردن وسفاراته هو نصرة لغزة، أم أن هناك أجندات أخرى تتخفى خلف شعارات الحماس والغضب؟

مثال آخر، كيف يمكن لأحد قادة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أن يخرج على الملأ ليقول إن "تحرير الحرمين من السعودية" هو أولوية وليس  تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي؟ ما الرسالة من هذه التصريحات؟ وكيف يمكن فهم هذا المنطق الذي يضع السعودية التي قدمت الكثير للفلسطينيين على قدم المساواة مع إسرائيل التي تحتلهم؟
للموضوعية والأمانة، أنا شاهدت كمال الخطيب يتحدث وهنالك احتمال أن يكون كلامه مجتزءا لكنه بكل تأكيد يمثل حركة اسلامية أخذت تصريحًا من الشاباك الإسرائيلي وتفويضا من ايتمار بن غفير لتقيم مظاهرة أمام السفارة المصرية، وهنالك رفعت أعلام اسرائيلية مع أن الخطيب ورفاقه كان بامكانهم الذهاب إلى مقر نتنياهو للاحتجاج على الإبادة.

مثال آخر وهو ما لم أفهمه إطلاقًا ويتعلق بتصريح باسم نعيم من حركة حماس حين طلب وقف عمليات إنزال المساعدات جوًا بحجة أنها قد تلحق الضرر بالغزيين! كنت سأتفهم لو قال إن هذه المساعدات لا تكفي أو إنها ليست الطريقة الأمثل... أما أن يطلب عدم إنزالها أصلًا فذلك أمر مستغرب ولا ينسجم مع مأساة الجوع التي يعاني منها الناس ولا مع أولويات البقاء.

يبقى السؤال الملح الذي لا مفر منه، هل الذين يهاجمون الأردن ليلًا ونهارًا، ويرفضون مجرد الاستعداد لفهم أن الأردن دولة مكبلة بقيود الواقع العربي وتعقيداته يريدون حقًا دعم غزة أم أن الهدف الحقيقي هو استهداف الأردن ذاته؟ في ظل هذا الكم من الاتهام والتهجم والتأليب والتجييش بات هذا السؤال مشروعًا وضروريًا من الآن فصاعدًا. وربما علينا التفكير بعمق بأن إدراة تداعيات ما يجري في غزة ينبغي إلا يكون بشكل يحول النكبة التي حلت بالغزيين إلى طامة كبرى تطال الجميع.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير