د.محمد جرار آل خطاب يكتب :القيادة تبدأ من هنا... المحافظ خالد الحجاج أنموذجًا
نبأ الأردن -
في محافظة معان، الواقعة في أقصى جنوب الأردن، حيث تتعدد التحديات وتتراكم التطلعات وتتعاظم الآمال، تتجلى الحاجة إلى قيادة محلية تمتلك رؤية وطنية وقدرة تنفيذية حقيقية، فمعان، بتاريخها العريق ومكانتها الاستراتيجية، تستحق أن تكون نموذجًا في التنمية والعدالة وتكافؤ الفرص، نظرا لما تحتويه من ثروات اقتصادية وسياحية ترفد الموازنة المالية للوطن الغالي بالنصيب الأكبر من الموارد.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية دور المحافظ، لا بوصفه مجرد حاكم إداري، بل كقائد ميداني وشريك حقيقي في عملية التنمية المحلية الشاملة، التي يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه على ضرورة تحقيقها في جميع خطاباته المتعلقة بالشأن المحلي.
وقد جسّد هذه الصورة المثالية خلال فترة قصيرة محافظ معان عطوفة السيد خالد محمد الحجاج، الذي أثبت في غضون أشهر قليلة، أن القيادة الفاعلة لا تحتاج إلى وقت طويل، بل إلى إرادة صادقة، ورؤية واضحة، وتواصل مباشر مع الناس.
فهو رجل دولة يمتاز بالحكمة، والمعرفة الواسعة، والحزم الذي يجب أن يتحلى به المسؤول العام، الذي يدرك أهمية العمل المؤسسي، ويؤمن بمبادئ الشفافية والمساءلة، ويترجم مفهوم تكافؤ الفرص إلى واقع ملموس من خلال خطوات عملية بدأت منذ اليوم الأول لتسلّمه موقعه.
المحافظ الذي نريد، كما تجسده شخصية عطوفة السيد خالد الحجاج، لا يتنقل بين المكاتب بل يذهب إلى الناس، يزورهم في دواوينهم، يستمع إليهم في مواقعهم، يحاور الشباب في مراكزهم، ويُشرك الجميع—بمن فيهم المرأة—في خطط التنمية المستقبلية.
ما دفعني للكتابة عن عطوفته ليس فقط الأداء الإداري المميز، بل الروح القيادية التي تعكس رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم للحاكم الإداري، تلك الرؤية التي تقوم على العدالة، والميدان، والانفتاح على الجميع بلا تحزّب أو تحيّز، والارادة الحقيقية للإصلاح واقعا وليس شعارات.
لقد كان مشهد الحزن الذي خيّم على أهالي العقبة عند صدور قرار نقله منها مؤشرًا على مدى محبة الناس له، وهو أمر لم أستوعبه تمامًا إلا بعد أن لمست بنفسي ومعي العديد من أبناء معان، أثره الكبير في محافظة معان، خلال فترة وجيزة.
لقد بدأ بزرع الثقة، ومحاربة الفساد الإداري، وإعادة صياغة العلاقة بين المواطن والدولة على أسس من الشراكة والاحترام المتبادل، واضعًا بذلك أسسًا حقيقية لحوكمة محلية رشيدة.
وببساطة، هذه هي القيادة التي نريدها، مسؤول يرى في منصبه تكليفًا لا تشريفًا، وخدمة لا سلطة، ويتحمل مسؤولياته بكل أمانة وشجاعة.
إن محافظة معان اليوم بحاجة إلى الالتفاف المجتمعي حول مثل هذا النموذج من القيادة، لتحويل التحديات إلى فرص، والانطلاق في مسيرة تنمية وتطوير تقوم على التكامل بين السلطات، بمشاركة فاعلة من مؤسسات المجتمع المحلي، والشباب، والمرأة، وكل الغيورين على مصلحة الوطن.
وهذه دعوة صادقة الى أهلي أبناء محافظة معان، بأن نستثمر هذا الواقع للمصلحة العامة التي طالما سعينا الى تحقيقها.
كلي ثقة بامكانية التغيير ان وجدنا النوايا الصادقة، والعمل الجماعي، لتكون محافظة معان في مكانة تليق بها، تساهم في رفعة وتقدم الوطن، الى جانب شقيقاتها من المحافظات الأردنية.

























