د.حسن براري يكتب : هل انتهت المعركة مع إسرائيل؟!
نبأ الأردن -
للأسف الشديد، لم تعد الحرب في غزة فقط، بل انتقلت بسحر ساحر إلى ساحات تويتر وفيسبوك وفضائيات واعلام التطبيل والهبل ومنصات الجدال والسجال العربي. على هذه المنصات هناك معركة محتدمة لا تدور رحاها في الميدان بل في العقول أو ما تبقى منها.
لا يخفى على أي متابع، وكاتب السطور من بينهم، حالة الانقسام الحاد في الرأي العام العربي حول ما يجري في غزة وكأن إسرائيل لا تقوم بشيء. فقد تم حرف النقاش من جوهره الأساسي وهو وجود كيان يحتل ويبيد شعبًا لا يملك قوت يومه ولا لقمة لسد جوعه إلى سجال داخلي بين موقفين متنازعين. الأول يجرّم حماس ويحملها مسؤولية ما يجري وبخاصة بعد بعض التصريحات غير الموفقة من قياديين مثل خليل الحية، والثاني يتهم كل من يختلف معه أو ينتقد تصرفات حماس أو لا يرى الأمور كما يراها قادة حماس بالتطبيع والتصهين والاصطفاف مع المشروع الصهيوني.
نيال إسرائيل! فلسان حالها يقول مع مثل هؤلاء الأعداء من يحتاج إلى أصدقاء!!!!
هنا وعلى مسرح العبث العربي يغيب العدو الحقيقي عن المشهد، بينما يستمر في عدوانه وتوسيع مشروعه الاستيطاني بهدوء وثقة وعلى المكشوف. فالرابح الأكبر من هذا الانقسام هو إسرائيل، والخاسر الحقيقي هو الشعب الفلسطيني الذي يترك وحيدًا في الميدان ويتحول بأيدينا إلى ضحية تصفية الحسابات السياسية والفكرية (مع تحفظي الشديد على الحسابات الفكرية).
حالة التردي هذه هي نتيجة مباشرة لضعف الوعي، ولغياب أولويات واضحة، حيث يتم استبدال المعركة ضد الاحتلال بمعارك جانبية تستنزف الطاقة وتخدم بقصد أو دون قصد، بوعي أو من دون وعي أهداف العدو. بتقديري لم يحلم الصهانية من موشيه سيملانسكي (الذي نظر إلينا كفلاحين بسطاء ومتأخرين حضاريا) إلى مؤسس دولة الكيان بن غوريون بأن بدائية العرب يمكن أن تصل بهم إلى هذا الحد من خدمة مشروعيهم! والطامة أن كل طرف يمارس الوعي على الطرف الآخر ويعتقد بوعيه التام للمشروع الصهيوني وكيفية مجابهته.
ما يجري له مفهوم عند الانجليز وهو Target Displacement وتم ذلك بنجاح!

























