فارس حباشنة يكتب : "حرب" على تسمية الشوارع!

{title}
نبأ الأردن -
من أسابيع، قامت أمانة عمّان بإزالة اسم سيد قطب عن شارع في عمّان، واستبداله باسم الشهيد عبدالرزاق الدلابيح. ومن أيام، قامت أيضًا بإزالة اسم عبدالله عزام، واستبداله باسم الشهيد معاذ الكساسبة.
تخيّلوا أنه مرّ عشرة أعوام على واقعة استشهاد الكساسبة، واسمه لم يُطلق على شارع في عمّان؟ وفي إربد، صدر قرار غريب عن المجلس البلدي، حيث تمّت إزالة اسم فضل الدلقموني، وزير سابق أردني، عن دوّار، ومُنح الدوّار نفحة إيمانية، وسمّوه دوّار الحرمين. 
وكما يبدو، فإنها حرب على تسمية الشوارع، وحرب على المجال العام. وهل إنّ قرار بلدية إربد جاء ردّة فعل على قرار أمانة عمّان؟
وفي بلدية الكرك، مؤخرًا، تم إصدار مذكرة رسمية تُحصّن شوارع الكرك من الأسماء الدخيلة والعجمية.
وذُيّلت المذكرة بتوقيع لرئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي. ثمّة ما هو خفي في صراع على هوية الذاكرة والتاريخ الأردني.
وما يثير السؤال والحيرة، والارتباك، ما يقع في الثقافة والوعي العام، وما يمرّ من أفكار ومشاريع تجهيلية وتكفيرية، ظلامية. سيد قطب وعبدالله عزام، مرجعيات الإسلام السياسي المتطرف، ومن ربطوا أيديولوجيا الإيمان بالقتل والتديّن لتغيير العالم عبر الدماء.
وأول من دعا إلى إحياء دولة الخلافة، وبثّ في أدبيات الإسلام السياسي فكرة الغزوة لنشر الإسلام، ووضع لوائح للبقاء وشروطًا على كتالوغ «القبطية الإخوانية»، ومن سار بعده على النهج ورفع رايات التوحّش الإنساني باسم الإسلام، ابن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي والبغدادي. أيّ إحساس بالوطنية، هذا؟ تمّت إزالة اسم شارعين، ولا تزال أسماء كثيرة لقيادات إخوانية ودينية متطرفة منصوبة ومرفوعة على شوارع عمّان والزرقاء والرصيفة، وإربد، ومعان، والطفيلة.
هوية المدن، ليست حاوية زبالة، ولا طاحنة نفايات، ولا تعبيد شارع وأرصفة، ولا إنارة شارع، إنها حرب على الذاكرة والتاريخ، والمستقبل.
فهل هناك من مسؤول وصاحب قرار واعٍ لمصيرية هذه الحرب على استبدال ومحو الهوية الأردنية؟!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير