د.حسن براري يكتب : الرهوان... والضمان!

{title}
نبأ الأردن -
في الزمن الجميل، عندما كان استاد عمان الدولي يضج بهتافات الجماهير وتتناثر قلوب المشجعين خلف كل لمسة من لمسات الرهوان، لم يكن أحد يتخيل أن إبراهيم مصطفى  (الذي سجل ما يقارب من 400 هدف) سيسجّل لاحقًا هدفًا من نوع مختلف: صرخة وجع في وجه الضمان الاجتماعي!

كنتَ أشاهده على استاد عمان الدولي، يرقص بالكرة كما يرقص الغزال على أطراف الغيم، بينما اليوم، تشاهده على اليوتيوب، يرقص بالكلمات هربًا من فواتير الحياة. بين الأمس واليوم، انقلبت الآية: من هداف مرعب للمدافعين، إلى مواطن مرعوب من العوز!

حل مشكلته – كما قال – بسيط، لكنه عالق، ربما لأن الأردن بلد يحب تعقيد البسيط وتبسيط المعقد، أو لأن الضمان صار اسماً بلا مضمون. محزن أن يتحدث لاعب لا يملك اجرة بيته يأويه هو وابنته!

أما حسين أبو غثيث، شقيقه ونجمي في نادي الجزيرة أيام كنت أتدرب مع الأشبال، فلا أدري إن كان يملك "ضمانًا" أفضل، أم أنه يعيش على ذكريات المباريات ويضحك على كل "هدف ضائع" في حياة ما بعد التقاعد. بصراحة، لم نعد بحاجة لتقليد الإنجليز في شيء، لكن يبدو أننا تعلمنا منهم عادة إطلاق النار على الخيول عندما تكبر. الفارق فقط أن الإنجليز يطلقون النار برصاصة، ونحن نطلقها ببطاقة ضمان منتهية الصلاحية.

أنا لا أعرف ابراهيم شخصيا وإن كنت اعرف اخيه حسين ابو غثيث وما دفعني على الكتابة هو ظهوره على الاعلام يتحدث بوجع وبأدب وربما أعاد فيه بعض الأمل تكريم ولي العهد الأمير حسين عندما نزل من المنصة لالقاء التحية على ابراهيم مصطفى.

ويا رهوان، كنت كبيرًا في الملعب... ويبدو أنك أصبحت أكبر من قدرة بلدك على رد الجميل. ويبدو أننا لم نعد نشعر ببعض ولا نقدر عزيز قوم ذل!!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير