أمل خضر تكتب : نزاهة نقطة .. شفافيه نقطتين .. وسرية ثلاث نقاط

{title}
نبأ الأردن -
 منظومة القيم الأخلاقية تعتبر النزاهة من اعلى المراتب او بمعنى انها تحتل مقاما عاليا فيها ،  فهي المسؤولة عن بروز مجموعة من سلوكيات الإنسان السوية،  فلا تستقيم تصرفات الانسان بدونها، ويتضح ذلك في  الأمانة والشفافية والمصداقية والمساءلة…، والتي تتطلب بالدرجة الأولى توفر مجموعة من المبادئ الإيجابية التي تعزز السلوك السوية وتشجع الممارسات السليمة أخلاقيا، انطلاقا من الرقابة الذاتية  وهنا لنضع خطا لانها تبدأ العمليه من ذاتك والتي تمكن الفرد من الترفع عن كل تصرف منحرف يخل بموازين العدل والمساواة.
وبالتالي الالتزام بالواجب الأخلاقي الذي يفصل بين المصلحة الشخصية والنزعة الإنسانية ( الأنانية ) او يمكن اصح ان نقول الأنا .حينما يوضع الفرد في موقف اختباري حقيقي؛ فمثلا وهو غالبا ما يطرح رغم اعتقد أصبحت الأمور أكثر اتساعا الرشوة هل سيقبلها المرء حينما يقدمها له صديق مقرب في صورة هدية اه على هذه الصورة المبطنه التي تحمل تحت غلافها الجميل حقوق بشر سلبت والتي لا تظهر في العلن؟! هنا تظهر حقيقة قيم النزاهة في متحكيم الضمير وتقديم المبدأ لا في التبجح بتلك القيم في حين أن أفعال المرء خالية منها بل هي على نقيضها. وكمجتمع اسلامي  معني
 بهذه القيم أكثر لكن مع ذلك ولا اعلم هل هي غائبة في حياتنا بالرغم من أن دافعها الأساس ديني قبل كل شيء. فلا يوجد بلد محصن ضد الفساد ومع ذلك فإن الدول غير المتقدمة هي الأكثر تضررا من فقدان قيم النزاهة (ويمكن هذا رائ شخصي خطأه اكثر من صحته )؛  واعتقد ان للغياب التام فيها لما يمنع الفاسدين من بث سمومهم، وأخطرها التي تكون سببا في تفشيل مبادرات الإصلاح وجهود التنمية، فعدم تواجد هذه القيم ناجم بالأساس عن فشلنا في صون أنفسنا عن مواقف الريبة والشك وتنزيهها عن الوقوع فيما فيه ظلم للآخرين، فحين تزول من معاملاتنا النزاهة تختفي معها مقومات الإنصاف والثقة في أي مجال من المجالات الحياتية. التواجد في مكان يتفتقد فيه قيم النزاهة يعني العيش في بيئة غير آمنة لأن الحقوق فيه تكون مهضومة وغير مصانة نظرا لضياعها في دهاليز المحسوبيات والاهواء الشخصية والواسطات لعدم 
عندما تصاب بعض المؤسسات بالأمراض المعنوية و الأخلاقية يضعف شأنها وتقوض دعائمها، وليس هنالك شيء أضر بها من أن يقوم المسؤولون فيها بسلوكيات تضر تلك المؤسسات بغير وجه حق. فمن جراء فقدان قيم النزاهة انتهكت مظالم كثيرة وضيعت حقوق وواجبات، وفقدت ثروات وهدمت أسر وبيوت، وأهدرت كفاءات وضيعت طاقات، وكل هذا يشير إلى مؤسسات تنهشها اللاأخلاقية التي خلفها فقدان هذه القيم. وتجدر الإشارة إلا أن قيم النزاهة لا تكمن فيما هو مادي فقط، لأنها في إطارها العام تكون الدافع إلى النفور من كل ما يجذب النفس للطمع فيما ليس لها، وهي التي تمنع المرء من التجرؤ على انتهاك حقوق الآخرين المادية والمعنوية. اذكر كيف فقدان النزاهة يجعل من جسم المؤسسة هزيل مريض
فوراء اندثار قيم النزاهة أزمة أخلاقية كبيرة بكافة  صورهاوأشكالها  بدءا من كلامنا ومرورا بتعاملاتنا؛ بانتشار الفساد بيننا كالرشوة والمحسوبية والمحاباة والواسطة والابتزاز والاعتداء على حقوق الآخرين؛الأمر الذي ينعكس سلبا ويدفع بالمؤسسات  التقهقر والرجوع إلى الوراء، فتهدم أركان النهوض والتنمية مما ينعكس سلبا  سواء على مستوى الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو غير ذلك.
ويتجلى فقدان قيم النزاهة بشكل واضح حين تكون السلطة في أيدي من ليسوا أهلا لها، لهذا يتم استغلالها استغلالا بشعا من خلال استخدام النفوذ أو التحايل الخبيث على الأنظمة والقوانين القائمة؛ أي استعمال السلطة في غير الغايات التي وجدت من أجلها، مما يؤدي حتما إلى ممارسة مختلف أشكال الظلم والفساد التي بسببها تضيع حقوق كثيرة بتضارب المصالح أو المكاسب غير المشروعة، وهذا بالذات ما يمثل الخطر الحقيقي الذي يهدد المؤسسات ، ويقتل الثقة ويزرع اليأس.
ولعل أغلب أصحاب الكفاءات والخبرات يعانون من كبت واكتئاب والم وحسرة وقهر والم وعجز لفقدانهم النزاهة ،  فيرون من يحصدون المناصب والدرجات من يعرفون  لغة التحايل وبسط القوة وبالتالي  بروز أجيال لا تفكر إلا في مصلحتها الشخصية ولو على حساب تجردها من كل ما له صلة بالقيم الأخلاقية، وهذا ظاهر بوضوح في تواجد كثير من المسؤولين الفسدة الذين يسنون شرائع خارجة عن دائرة الصواب الأخلاقي، والمصيبة الكبرى في اعتقادهم بأن الأرحام لم ولن تغيض بأمثالهم، وعلى قول المثل: "أخذوا زمانهم وزمان غيرهم"، غير آبهين بحاجة الأجيال اللاحقة إلى قيم النزاهة.
ترسيخ قيم النزاهة في مجتمعاتنا يستدعي العمل على تأسيس ثقافة عامة تجعل تبني هذه القيم أمرا ضروريا وواجبا أخلاقيا . واخيرا انوه مقالي لا يعني جهة أو مقصود ولكن هي حاله قد تكون صحيه في وجهة نظر كاتب ألمقال أو غير صحيحة
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير