د.وليد العريض يكتب: إسرائيل حين تفكّكت أمام المرآة

نبأ الأردن -
على ذمة المحلل السابق في CIA لاري جونسون
لم يكن العالم بحاجة إلى كاميرا ليرى ما جرى فالصمت نفسه صار شاهداً.
وحين تنكّرت الشاشات للمشهد، انسكب الحطام من أفواه المدن:
ميناء حيفا يبكي على أطلاله
وأشدود تلفظ آخر أنفاسها البترولية
ومصافي العار تعجز عن تسخين حتى ماء الغسيل.
ديمونة؟
ديمونة لم تُدمّر لكنها أصيبت في كبريائها النووي.
المفاعل العجوز صار محيطه حطاماً يشبه ذاكرة الكيان:
متداعية، مليئة بالشقوق، محاطة بالخوف والصفارات.
قواعد الجو؟ لا سماء تُحلق فيها طائرات.
المطار؟ مغلق..
منفى الطائرات صار مجرد مدرج كئيب لطيور ضائعة.
جامعتهم؟
أُسكتت مختبرات العقل الإسرائيلي المتفوق بصواريخ أذكى منه.
أما معهد وايزمن فصار مجرد اسم على خرائط قديمة
مثل تل أبيب التي صارت تبحث عن نفسها في جوجل إيرث دون جدوى.
الجيش؟
حكاية مضحكة.
الجنود الذين وُصفوا بآلات الموت صاروا كعرائس مكسورة،
يبحثون عن مأوى داخل خوذهم الخائفة.
وزارة الدفاع؟
كانت هناك... ثم صارت كان يا ما كان.
أما الاستخبارات الفيدرالية ووكالة الأمن القومي الإسرائيلية،
فقد فُتحت ملفاتهم كدفاتر قديمة في خزانة مكشوفة،
يتصفحها الخصم وكأنها قصص أطفال لا تستحق الحبر.
إيران؟
لم تحتفل.
لم ترقص في شوارع طهران.
بل قالت للعالم ببرود فارس: "هذه كانت مجرد رسالة تجريبية".
أما إسرائيل فاختبأت خلف أصابعها
ثم صرخت في وجه مرآتها: لم يُصِبني شيء!
ولكنّ المرآة لا تكذب.
كل كذبة حُجبت بالصمت
وكل صورة مُنعت من الظهور،
زادت الحقيقة وضوحًا:
إسرائيل تلقّت صفعة لم تُشفَ منها بعد
وكل من يدّعي أنها خرجت منتصرة
يحتاج إلى فحص في عيادة البصر السياسي.
الكيان الذي كان يُفترض أنه لا يُقه
انكشف كورقة توت خريفية في عاصفة ايرانية.
وها نحن نشهد أول فصول النهاية
لا لأن إيران انتصرت
بل لأن الكذبة الكبرى بدأت تنهار من داخلها.
2تموز 2025