محمد داودية يكتب:الهجرةُ هي المقاومة الكبرى !!

نبأ الأردن -
نحتفل اليوم بذكرى الثبات على العقيدة، والصمود على المبدأ، والتضحية من اجل نصرة الحق، في وجه الطغيان والجهل والخرافة، وانتصاف الحق من الباطل، وهزيمة الظلام والظلم.
نحتفل اليوم بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، التي تحمل اعظم القيم والرسائل والدلالات والدروس، فقد صمد الإسلامُ وانتصر، في احلك الظروف وأكثرها وحشية، عندما كان معتنقوه المناضلون الابطال، كوكبةً من الرجال والنساء، يقل عددهم عن الخمسين، بنوا دولة قامت على العدل والحق والرحمة والعلم والإيمان، فأصبحت من أعظم الدول.
لقد أتمَّ اللهُ نورَه، قبل 1447 عاما، فلا خوفَ على دينه إلى يوم الدين.
والهجرة ليست فرارًا، ولا انسحابًا وليست صك استسلام.
الهجرة خندقةٌ، مرونةٌ مذهلة، تقدير عبقري للإمكانات، إتقاءٌ موزون لعاصفة القوة الغاشمة، تربّصُ الدهاء، وتعظيم القوة وحشدها، لإطلاقها في التوقيت الحاسم القاصم.
الهجرة درسٌ التاريخ وعٍظته، والمقاومةُ الأكبر في التاريخ الإنساني، والإيمانُ البصير بظفر القضية العادلة، في ذرى الاضطراب والضِّعة والضعف.
لو تأمل استراتيجيو الكيان الإسرائيلي الغاصب، المزهو بقوته وقدراته وقاصفاته، المطمئن إلى أزلية الثبات والجمود، وإلى استحالة التحول والتغير، وإلى أبدية تدفق الدعم الخارجي، وإلى إفلاته طويل الأمد من العقاب،
لأَخذَ من الهجرة أكبر عظة.
لو انه تأمل طوفان 7 أكتوبر، والتضحيات الفلسطينية المفرطة، والافتداء الذي لا ينضب، والثبات على خط المقاومة والسلام في آن.
لفَهم المعادلة التي استنتها وكرستها شعوب العالم التي ابتليت بالاحتلال:
الاحتلال = المقاومة.
وأن ثمة طوفانات تتشكل في النفق والأفق، قادمة لا محالة، وأن استمرار هذا الحال، مستحيل بكل معادلات العالم ومحال.
كل عام وامتُنا العربية الماجدة، أقرب إلى الله وإلى الرسول، وقد استردت دورَها ومكانتَها وتحررت من الاحتلال والإستعمار والجهل والخرافة والتطرف والعوز.