د هايل ودعان الدعجة يكتب: في نتائج المواجهة الاسرائيلية الايرانية

{title}
نبأ الأردن -
ان الطريقة التي انتهت بها المواجهة الاسرائيلية الايرانية ، جعلت كل طرف من اطرافها ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، يدعي ان الانتصار كان حليفه ، وذلك بحسب طريقة تسويقه له . وان اللافت بهذه المواجهة انها كانت جوية بامتياز نجح كل طرف فيها هجوميا ، لكنه فشل دفاعيا . فبالنسبة الى ايران فقد اثبتت انها قوة اقليمية ، استطاعت تحقيق التوازن والردع المتبادل مع الكيان الاسرائيلي في ظل ما تمتلكه من قدرات عسكرية كبيرة على شكل مسيرات وصواريخ باليستية نوعية ومتطورة فاجأت اسرائيل واميركا والمنظومة الغربية ، واحدثت من خلالها اختراقات امنية في الدفاعات الاسرائيلية المدعومة اميركيا بصورة جعلت كافة المناطق الاسرائيلية في مرمى نيرانها ، لتتسبب في احداث تدمير كبير داخل اسرائيل . 
والحال ينطبق على ايران ايضا المخترقة امنيا وداخليا بطريقة جعلت من سمائها مكشوفة وتحت سيطرة الطيران الاسرائيلي .. وان كان انعكاس هذا الاختراق على اسرائيل اكبر واوسع نظرا لمساحتها الصغيرة وعدم وجود عمق جغرافي لها ، بشكل انعكس سلبيا على سمعتها  العسكرية والهالة الكبيرة التي وضعت نفسها فيها كقوة لا تقهر . .. وذلك بعكس ايران ذات المساحة الجغرافية الواسعة . مما يقودنا الى القول ، بان وقف اطلاق النار جاء مرضيا لايران ، ولم يكن مرضيا لاسرائيل التي اجبرت على قبوله تحت وطأة الخسائرة الكبيرة وغير المتوقعة التي منيت بها .
ومع الغموض الذي يكتنف الضربة الاميركية للمنشأت النووية الايرانية والشكوك حول فاعليتها ونجاحها في تدمير هذه المنشأت بالكامل ، وانها لم تحدث ضررا كبيرا في البنية التحتية للبرنامج النووي  .. فان هذا من شأنه منح ايران هامش مناورة اوسع بالنسبة لبرنامجها النووي .. إن من حيث تعزيز موقفها التفاوضي اذا ما اتجهت الامور نحو المسار الدبلوماسي او المضي بامتلاك السلاح النووي . 
كذلك فقد كان الملاحظ التراجع في الموقف الاوروبي الداعم لاسرائيلي والذي لم يصل حد المشاركة او التعاون او الدعم المباشر كما جرت العادة في احداث مشابهة ، وربما تأثر هذا الموقف بالاجواء التي رافقت حرب غزة ، التي شهدت ارتكاب الكيان الاسرائيلي لابشع المجازر والابادة الجماعية بحق الفلسطينيين خاصة الاطفال والنساء وكبار السن ، بطريقة احدثت موجات من الغضب الشعبي في مختلف دول اوروبا ، التي تعطي الاولوية والاهتمام للمسار السياسي والحل الدبلوماسي في تعاطيها مع البرنامج النووي الايراني .. والحال ينطبق على موقف الولايات المتحدة التي عانت الكثير من الحرج والمواقف الصعبة التي وضعتها بها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ، ليأتي  هذا الموقف الفاتر الى حد ما ، ليكون بمثابة رسالة تأديبية لنتنياهو لتماديه وتمرده وتجاوزه الحدود التي رسمها له اسياده الاميركان  .. خاصة وان الرئيس الاميركي ترمب قد طرح نفسه خلال حملته الانتخابية كرجل سلام .. ومع ذلك تم جره للحرب عندما استهدفت بلاده البرنامج النووي الايراني بضربة عسكرية ، لم تجد تأييدا اميركيا داخليا . 
ومن النتائج المتوقعة لهذا المواجهة ايضا .. احتمالية اسهامها بفتح باب سباق التسلح في المنطقة  بعد الشعور بان الكيان الاسرائيلي لا يؤتمن جانبه وانه لا بد من ردعه من خلال التفكير بامتلاك القدرات العسكرية غير التقليدية  .. الامر الذي قد يؤدي الى تشكيل حلف اسلامي سني في المنطقة لمواجهة التهديدات الاسرائيلية المحتملة .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير