الأستاذ الدكتور عاهد المشاقبة يكتب: خطاب الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي

{title}
نبأ الأردن -
في عالم تتزايد فيه حدة الأزمات والصراعات، برز خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي كصوتٍ عاقل وحكيم يدعو للحوار والاعتدال. فقد ألقى جلالته خطابًا شاملاً تناول فيه قضايا المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، وخطر الإرهاب، وأهمية التفاهم بين الشعوب والأديان، مقدمًا الأردن نموذجًا في الاعتدال والتعايش.
مضمون الخطاب
جاء الخطاب محمّلاً برسائل متعددة:
الدعوة إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، واعتبار القدس الشريف مفتاح السلام.
تحذير من خطاب الكراهية والتطرف الذي يتنامى في الشرق والغرب على حد سواء.
التأكيد على دور الأردن كواحة استقرار في منطقة مضطربة، مع الالتزام بحماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
الدعوة إلى التكاتف الدولي في مواجهة الإرهاب وخطاب الإقصاء.
الإشادة بقيم الحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.
1️⃣ لغة الخطاب:
استخدم جلالة الملك لغة هادئة، عقلانية، وأخلاقية في آنٍ واحد. تميز خطابه بالوضوح والاتزان بعيدًا عن التصعيد أو الانفعال، مما يعكس رغبة في بناء جسور الحوار لا تعميق الصدام.
2️⃣ الرسائل السياسية:
ركز الملك على إبراز القضية الفلسطينية كقضية مركزية، وهو بذلك أعاد وضعها على أجندة الاهتمام الأوروبي في وقت كانت تنحسر فيه الأولوية لهذه القضية أمام ملفات أخرى.
كذلك، حذر من تنامي التطرف ليس فقط في الشرق، بل أيضًا في الغرب، داعيًا إلى معالجة الجذور الفكرية والاجتماعية له.
3️⃣ الأبعاد الدينية والإنسانية:
قدّم الملك الأردن كحاضنة لقيم الاعتدال والتعايش، مبرزًا دوره في حماية الأماكن المقدسة بالقدس. وأكد أن الصراع ليس بين أديان، بل بين من يحترم القيم الإنسانية ومن يتبنى الإقصاء.
4️⃣ البعد الاستراتيجي:
عمل الخطاب على تعزيز موقع الأردن كشريك استراتيجي لأوروبا في الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب. كما أظهر قدرة الأردن، رغم موارده المحدودة، على تحمّل مسؤولياته تجاه اللاجئين ومحيطه الجغرافي والسياسي.
حظي الخطاب باهتمام أوروبي واسع، حيث لاقى تصفيقًا حارًا واهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا. وأعاد تأكيد مكانة الأردن كصوت اعتدال ووسيط إقليمي موثوق. كما ساهم في إبقاء القضية الفلسطينية في قلب النقاش السياسي الأوروبي.
يُعد خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي نموذجًا للخطاب السياسي المتوازن الذي يجمع بين الحكمة السياسية والمبادئ الأخلاقية. لقد قدّم جلالته صورة مشرقة عن الأردن ودوره كجسر تواصل بين الشرق والغرب، وحمل رسالة سامية تدعو للسلام، الحوار، واحترام الآخر.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير