ميسر السردية تكتب: كل الكلاب أحسن من "لوقة"

{title}
نبأ الأردن -
قد تكون الكلاب أكثر الحيوانات الأليفة التي وُجدت لها مكانة خاصة، وتركز الاهتمام بها في الدين، والفقه، والأدب، والشعر، والأمثال، والقصص الشعبي، بل وُضعت لها قوانين — سواء في الأعراف الاجتماعية أو في التشريعات الرسمية — تنص على معاقبة من يتعرض لها بالقتل أو سوء المعاملة، شرقًا وغربًا.

وسبق ذلك كله ما وُجد من اجتهادات فقهية إسلامية تفصل ما يتعلق بالتعامل مع الكلاب دون غيرها من الحيوانات، لأنها حيوانات "وظيفية " لا غنى عن اقتنائها لأسباب شتى.

أما شيخ أدباء العرب، الجاحظ، فقد أسهب وأطنب في ذكر   تفصيلات كثيرة تتعلق بالكلاب في كتاب الحيوان، حيث تناولها ساخرًا من الناس، بجعلها مرآة تعكس نقائصهم.
فمرة يفضل الكلب على الإنسان الجاهل، وأخرى يعيّره بهم، كأن يقول إن الكلب أوفى من صديق لا يؤتمن، أو أذكى من متكبر لا يعقل.

ولذا، لم تكن الكلاب عند الجاحظ مجرد حيوانات، بل أدوات عرّى بها سلوك البشر ومفارقاتهم الأخلاقية.

وفي القرآن الكريم، وردت سيرة الكلاب في عدة سور؛ فكلب أهل الكهف كان رمزًا للوفاء فخلّد ذكره مع الصالحين.
وفي المائدة، شرع الكلاب المدربة للصيد الحلال.
أما في الأعراف، فُضرب بها مثل للذل والدناءة والتعلق بالدنيا، في قوله تعالى:
"فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث".

في مثل شعبي كانت تردده جدتي، تقول: "كل الكلاب أحسن من لوقة".
والقصة أن كل كلاب القوم كانت تنبح الطرّاق نهارًا، واللصوص والذئاب ليلًا، تنبيهًا لقومها وذودًا عن حياضهم، عدا كلبة اسمها "لوقة"، كانت لا تنبح إلا على أهلها فقط.

وفي بيت ينسب للحارث بن الوليد، يقول:

وبقيت في خلق كان حديثهم
ولغ الكلاب تهاوشت في منهل

الجديد أن نرى في زمننا هذا، كلابًا تتربع في صدر قنوات التلفزة تحمل درجة دكتوراه مع مرتبة "عوائية"، تنبح قومها ورحى الحرب تطحن أجسادهم، مثل "لوقة" تمامًا، وتهز أذنابها لعدوهم بدل أن تنبح عليه... حتى لتظن أحدهم لا يقل ولغًا عن بن غفير بنا، كشقيق روحي له خنق منطق! ."وتظل كلاب العرب فريدة من نوعها بكل خصائصها".
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير