زهدي جانبيك يكتب : الشعب الاردني الطيب
نبأ الأردن -
الدكتورة هبة جاءت في اجازة، واحتاجت لإنجاز بعض الاوراق الرسمية فرافقناها انا ووالدتها...
وصلنا المؤسسة المعنية، وبما انها لا تحتاج الى مساعدتنا قررنا انتظارها في السيارةبموقف السيارات حتى نبقى في الظل ونبتعاد عن أشعة الشمس ...
في الموقف شاب نشيط يشرف على اصطفاف السيارات حتى يتسع المكان لأكبر عدد ممكن من السيارات ...ويحيط بالموقف سور خفيف بارتفاع متر تقريبا ...
عادت هبة بعد قليل واستفسرت من الشاب ان كان هناك مكتبة قريبة لتقوم بتصوير احدى الوثائق ... فأرشدها الى مكتبة او مكتب خدمات ... فذهبت اليه، وفي طريق عودتها أخبرتني انها لا تحمل "فكة" وان ادفع للمكتبة القريبة دينار بدل تصوير الوثائق... وذهبت في طريقها لإتمام معاملتها...
ذهبت أنا إلى المكتبة، انتظرت قليلا حتى تنتهي الموظفة من خدمة احدى السيدات وعندما انتهت سألتني عن حاجتي، فقلت لها ان فتاة جاءت قبل قليل ولم تدفع أجرة تصوير الوثائق، فقالت الموظفة: نعم صحيح، لكن هناك اكثر من فتاة لم تدفع لي ، فأي واحدة منهم ابنتك؟
لم اجبها ، ففتحت اللابتوب وبدأت بمراجعة الوثائق التي تم تصويرها وتقرأ اسم صاحبة الوثيقة الى ان ذكرت اسم ابنتي هبة، فدفعت لها الدينار وهممت بالمغادرة، الا ان الفضول دفعني الى سؤالها:
هل جميع الأسماء التي ذكرتيها لم يدفعوا لك أجرة التصوير؟
فقالت: نعم.
قلت: طيب، اذا ما رجعولك وما دفعوا؟
قالت: الله يسامحهم...
فغادرت وأنا اشكرها على حسن تعاملها مع الناس... فهل رأيتم أكرم من هذا الشعب ؟
رجعت الى السيارة وكان الشاب يقف عند مدخل الكراج ورأى فتاة بنفس لباس الدكتورة هبة وتشبهها قادمة باتجاه الكراج ... فالتفت إلينا وأشار بيده لاعلامنا ان ابنتنا في طريقها إلينا... ولا ادري لماذا كان يريد هذا السبق الصحفي...
لم تمض سوى لحظات ودخلت الفتاة الى كراج السيارات وتبعها الشاب الى مكان وقوف سيارتها الذي يبعد عنا حوالي 20 مترا فقط لكي يأخذ منها دينار أجرة الموقف ...
وعندما انتهى من التعامل معها التفت إلينا وأشار بيده إشارة نفي يخبرنا بها ان الفتاة التي وصلت ليست ابنتنا ... بالله عليكم هل رأيتم أطيب من هذا الشاب الذي يصر على اخبارنا ان الفتاة الواقفة أمامنا ليس ابنتنا ...
نحن شعب طيب كريم نصدق اي وعد، ونخدم ابن السبيل ، ولا ننتظر الوفاء بالوعود... ولا نريد جزاء ولا شكورا

























