مزيد العرمان العجارمة يكتب: الأردن وحقه السيادي في الصراع الإقليمي: بين الحياد والتحديات الجيوسياسية

{title}
نبأ الأردن -
في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد، يجد الأردن نفسه في موقع حساس بين القوى المتصارعة، خاصة مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي تهدد استقرار المنطقة. رغم التزامه بسياسة الحياد، فإن موقعه الجغرافي يجعله عرضة لتداعيات الصراع، ما يفرض عليه اتخاذ إجراءات لحماية سيادته وأمنه القومي.
الأردن يتمتع بحق سيادي كامل في حماية أراضيه ومجاله الجوي، وفقًا للقانون الدولي. وقد أكد مسؤولون أردنيون أن المملكة لن تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها في النزاع بين إسرائيل وإيران، مشددين على أن أي اختراق لمجاله الجوي سيُواجه بإجراءات دفاعية صارمة.
ومع تصاعد المواجهات العسكرية، اضطر الأردن إلى اعتراض صواريخ ومسيرات دخلت مجاله الجوي، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي يواجهها، وهذا جز من التحديات الأمنية والتهديدات لأمنه وسلامة مواطنيه.
ومن هذه التحديات الضغوط السياسية، تحاول القوى المتصارعة التأثير على موقف الأردن، سواء عبر مطالبات بالتعاون العسكري أو عبر ضغوط دبلوماسية لإعادة ترتيب تحالفاته الإقليمية.
ورغم تأكيده على عدم الانحياز لأي طرف، فإن الأردن يواجه تحديات في الحفاظ على استقراره الداخلي، خاصة مع تزايد المخاوف من امتداد الصراع إلى حدوده، ولذلك فإن الوعي الداخلي لموقف القيادة الأردنية التي تعي حجم التحديات، يلعب دورا مهما في صلابة الموقف الأردني في التوازن بين الحياد والمصالح الوطنية، حتى الآن أثبتت القيادة الأردنية قدرتها على عدم الانجرار إلى صراعات إقليمية مشاريعية، لا تخدم المصالح الوطنية للملكة من قبل الأطراف المتصارعة، وتعرض الأردن للخطر، الأردن يسير بمنتهى الحكمة، ولا يندفع إلى مغامرات وفق العواطف والّا وعي.
السياسات الأردنية تركز في الحفاظ على السيادة، وذلك من خلال تعزيز الدفاعات الجوية ونشر أنظمة دفاعية متطورة لاعتراض أي تهديدات محتملة، وفي الوقت ذاته تتواصل التحركات الدبلوماسية في التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لضمان عدم تحول الأردن إلى ساحة للصراع. في حين أن الظرف الإقليمي يحتم على الأردن إدارة الأزمات داخليًا في اتخاذ إجراءات لضمان عدم تأثر الاقتصاد أو الأمن الداخلي بتداعيات الحرب.
وهذا يبين أن الأردن يواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على سيادته وسط تصاعد الصراعات الإقليمية. وبينما يسعى إلى تجنب الانجرار إلى المواجهة، فإنه يظل ملتزمًا بحماية أراضيه ومصالحه الوطنية. يبقى السؤال: هل سيتمكن الأردن من الحفاظ على حياده في ظل الضغوط المتزايدة، أم أن التطورات القادمة ستفرض عليه إعادة النظر في استراتيجيته الإقليمية؟
سابقا استطاع الأردن بحكمة قيادته السير في حقل الألغام الدولي والإقليمي، واستطاع تجاوز الأزمات، والحفاظ على سياسة الحياد، والابتعاد عن دفع الأثمان في مغامرات لمشاريع لا تحقق له إلا الضرر.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير