زراعة الأردنيّة تناقشُ إذكاءَ زراعة الزيتون واستدامتَه في يومها العلميّ والوظيفيّ

{title}
نبأ الأردن -
قال نائبُ رئيس الجامعة الأردنيّة للشؤونِ الإداريّة والماليّة الدكتور زياد الحوامدة: "إنّ أزمةَ الغذاءِ الّتي يعيشُها العالمُ هي دعوةٌ للاستيقاظ، في وقتٍ يشهد تغيّرًا مناخيًّا حادًّا وشحًّا في الأمطارِ، لذا لم يعد الأمنُ الغذائيُّ مجرّدَ قضيّةٍ زراعيّة، بل أصبحَ أولويّةً استراتيجيّةً ترتبطُ بالسيادةِ الوطنيّة، والاستقرارِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ.

جاءَ ذلك خلالَ رعايته اليومَ فعاليّةَ اليومِ العلميّ، ويومَ الخرّيج، واليومَ الوظيفيَّ لكليّة الزراعة، بعنوان "يكادُ زيتُها يضيء" مندوبًا عن رئيس الجامعة الأردنيّة بحضور ثلّةٍ من أعضاءِ هيئة التدريس وخبراءَ وعاملين في القطاع الزراعيّ وحشدٍ من طلبة الكليّة وخرّيجيها.

ولفتَ الحوامدة إلى أنّ الأردنَّ يعاني من اتّساعِ الفجوةِ بينَ الإنتاجِ الغذائيِّ المحليّ والاستهلاكِ المتزايد، كنتيجةٍ طبيعيّةٍ للنموِّ السكانيّ، إلى جانبِ نَقصٍ حادٍّ في كميّاتِ المياه ما يستوجب تكثيفَ الجهود البحثيّة للخروج بحلول مبتكرة، وعرضَ نماذجَ متنوّعةٍ من الأغذيةِ الصحيّة، المنتجةِ في ظروفٍ زراعيّةٍ وصناعيّةٍ سليمة، لتكونَ مثالًا يحتذى به من قِبل صنّاعِ القرارِ في الزراعةِ والصناعةِ في الأُردن.

وأشار الحوامدةُ إلى أنَّ كليّةَ الزراعةِ في الجامعةِ الأردنيّةِ تولي أهميّةً قُصوى للزراعةِ الذكيّة،المُعتمدةِ على التحوُّلِ الرقميِّ والبياناتِ الضخمة، والمُمارساتِ الزراعيّةِ المُستدامة، التي تُحافظُ على التربةِ والمياهِ والتنوّعِ الحيويّ، بالإضافةِ إلى سلاسلِ القيمةِ الغذائيّة، وضمانِ جودتِها وسلامتِها.

وحولَ زراعة الزيتون في الأردنّ قال الحوامدة: "إنّ ثرى الأردنّ من شماله إلى جنوبه، يحتضن الزيتون كأنّه شاهدٌ على تاريخه الطويل من العطاء والنماء، ليؤدّيَ دورًا حاسمًا في أمن الأردنيّين الغذائيّ، حتّى صار رمزًا في شموخه وازدهاره".

ودعا الحوامدة مؤسّساتِ القطاع الخاصّ للعمل مع الجامعة يدًا بيدٍ؛ لترسيخِ مفهومِ الابتكارِ القابلِ للتطبيقِ التجاريّ، وتحفيزِ الطلبةِ على تبَنّي المشاريعِ الرياديّة، وتسهيلِ انتقالِهم إلى سوقِ العمل، في مجالاتٍ غيرِ تقليديّةٍ مثل: التّحليلِ الغذائيّ، الزراعةِ البيئيّة، تطويرِ الأغذية، وتسويقِ المنتجاتِ الزراعيّة.

إلى ذلك قال عميدُ الكليّة الدكتور عايد العبداللات: "إنّ شجرةَ الزيتون بالنسبة للأردنيّين رمزٌ للصمود والعطاء، للصبرِ والكرامةِ والكبرياء. شجرةٌ متجذّرةٌ في تراب الوطن منذُ فجر التاريخ. فعلى هذه الأرضِ الطيّبة، أرضِ الأوائل وأرضِ الحضارات، زُرعت أولى أشجارِها، وصُنِع أوّلُ زيت، ليُضاء منه نورُ الحضارة إلى العالم أجمع".

وأضاف أنّ شجرةَ الزيتون هي ذاكرةٌ حيّة، وقصّةُ فلاح أردنيّ يزرع الأملَ والطيبَ في أرضه، بيده التي قسا عليها الزمنُ. هي قصّةُ سيّدةٍ من فلسطين أصبحت رمزًا للتشبّث بالأرض، حضنتْها ولم تفارقْها كما لا يفارقُ القلبَ النبض، وهي قصّةُ شهيد أردنيّ روَت دماؤه الزكيّةُ أرضَ جبلها في القدس، وسطّرت بطولتُه معانيَ الشجاعة والفداء، ما يستوجب منا رعايتُها واستدامتُها بشتى السبل، وأن نكتب بحثًا وتطويرًا من أجل الحفاظ عليها.


وجاءت جلساتُ اليوم العلميّ التي تُوِّجت بعنوان: "نحو زراعة ذكيّة ومستدامة: تطبيقات محليّة لحلول واقعيّة" في ثلاثة محاور، أوّلها ناقشَ مشروعَ الصحاري الذكيّة للريادة والاستدامة، وثانيها تناولَ الطرقَ المبتكرة في إدارة المياه والزراعات المحليّة في عالجها، وثالثها الطرقَ المبتكرة لعمليّات ما بعد حصاد التمور.

واشتملت الفعاليّات على فقرات عدّة، منها محاضرات، وعروض تقديميّة، ومعرض منتوجات زراعيّة، نالت استحسانَ الحضور من أكاديميّين وخبراء ومختصّين وممثّلين عن القطاع الخاصّ وطلبة الكليّة وخرّيجيها.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير