فارس حباشنة يكتب : ما الذي منع نواب "الإخوان" من إدانة الخلية التخريبية اليوم؟

نبأ الأردن -
جلسة "مجلس النواب" اليوم كشفت أن لنواب الحركة الاسلامية مرجعبة تنظيمية غير مرئية.
وكشفت أن الجماعة تدار بسرية و غموض أقرب من " الكهنوت السري" .
القيادات المؤثرة والخفية في جماعة الاخوان المسلمين لا تظهر أمام الإعلام، ولا تترشح للانتخابات النيابية ، وليسوا موجودين تحت قبة البرلمان.
والقيادات الخفية، وهي أٌقرب من منصب مرشد عام للإخوان المسلمين، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي سري، و هياكل تنظيمية لا مرئية.
وهي قيادات سرية، تقرر وتمنح حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين قرارات المشاركة و المقاطعة السياسية، وما يرونه مناسبا الى تنظيم عمره في الاردن 70 عاماً.
اليوم، ما الذي منع نواب الاخوان المسلمين من إدانة "الخلية التخريبية"؟
نواب الاخوان وقيادات الاخوان مجرد صدى لأصوات داخل البنى التنظمية العميقة للإخوان المسلميين.
وهذا واحد من إسرار تنظيم الاخوان المسلميين، وسر لصلابة وقوة التنظيم ، وهو نموذج معقد لموديلات من أحزاب اليمين المسيحي في أوروبا و الاحزاب الإسلامية في تركيا.
حسن البنا، ومجموعة المؤسسين الأوائل في عام 1928، تأثروا بالأحزاب الفاشية الصاعدة في أوروبا، والمناخ السياسي الاوروبي، وما تطرحه هذه الاحزاب من أسئلة العنف والقوة حول الهوية.
ما بين حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين تنقسم صورة الحركة الاسلامية.
جماعة دينية أم حزب سياسي؟!
الجماعة هي المرجعية التنظيمية الاصلب والأقوى ، والحزب مجرد ديكور سياسي.
الاخوان يقفون على أرضية صلبة، والدولة سمحت لهم في ممارسة نشاطين : علني و سري.
وافتراض في اقتسام سلطة افتراضية : في السياسة والثروة، والمجتمع ، والمؤسسة الدينية، والعمل الخيري، وبحدود مرسومة بشروط و عدم تجازوها.
تقسيم افتراضي منذ عقود، وفي فترات كانت الجماعة تقاطع الانتخابات والعملية السياسية، وفترات خرجت تنظيمات "نيو إخوانية" من تحت عباءة الجماعة، زمزم و حزب الوسط، وإسلام نيو مودرن، أقل رديكالية وتوجهات سياسية متطرفة.
"الإخوان" اليوم ،يواجهون سؤالاً كبيراً عن "الكهنوت السري"، واللعب المتمرس على مساحة التوترة بين الظل والعلن ، والمرئي واللامرئي .. يبدو أن الدولة في لحظة بمثابة التفكير في استعادة الأرض التي تنازلت عنها الى الإخوان المسلمين.
وكما أن أجيالاً صاعدة من الإخوان المسلميين يرفضون التعامل مع العمل السياسي الشرعي، ويميلون الى خيار العمل تحت الارض، وجماعة الإخوان تتعامل على أنها صوت الاسلام، وانها صوت سياسي في الاردن، لمكون "ديمغرافي كبير" في المخيمات و خارجها.
دخول الإخوان الى الكهوف و تحت الارض لن يكون سهلاً هذه المرة.
جلسة النواب اليوم، ضربة قاضية للإخوان المسلمين، ويبدو أنها تمهيد وتسخين لقرار حاسم بانتظار الاخوان في الأردن.
ومن بعد اليوم، لن يكون ممكناً أي تفاهم او تسوية وصفقة مع الاخوان.
الأيام المقبلة من المفترض أن تكون حبلى بالأخبار والمفاجآت الإخوانية السارة وغير السارة على الوجهين.