د. أحمد زياد ابو غنيمة يكتب: تذكير لأولي الألباب

نبأ الأردن -
سأل الفضل والده يحيى البرمكي في نكبة البرامكة ايام الخليفة العباسي هارون الرشيد:
ما الذي جرى لنا بعد كل ذلك العز ؟
فقال له يحيى :
يا بني لعلها دعوة مظلوم سرت ﺑﻠﻴﻞ،
غفلنا ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ يغفل الله ﻋﻨﻬﺎ.
ثم أنشد الأبيات التالية:
لا تظلمن إذا كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
. ***
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
*******
وبعد،،،
يبدأ الظلم بسيطا،
بسطوة سلطة او تعسف مسؤول،
ثم يكبر الظلم ويتنوع،
ككرة الثلج التي لا تتوقف؛
تنزع حقا لمن يستحق،
وتمنح حقا لمن لا يستحق؛
تُستخدم فيه كل الوسائل ترغيباً وترهيباً،
حتى يأتي يوم يشعر الجميع فيه بالظلم سواء كان مباشرا او غير مباشر،
عندها يفقد الإنسان شعوره بالحياة،
ويفقد حبه لوطنه الذي يظلمه دون وجه حق،
***
هذا هو الحال في كل الأنظمة التي تستمرأ الظلم وتجعله نهجا لاستمرارها وبقائها،،
وهذا ما جرى في سوريا على وجه التحديد،
قالوا للبائد الهارب الجبان المجرم عند استيلائه على السلطة، ذهب الجسد وبقي " الجحش"،
وقد كانوا قد قالوا من قبل " للجحش " الكبير ؛
نعم للإبد للزعيم الخالد،
ثم عندما قامت الثورة،
هتف الثوار: جاك الدور يا دكتاتور،
فرد عليهم اعوان الظلمة:
" الجحش " او نحرق البلد،
وحين هرب " الجحش " الصغير كالفأر المرعوب،
ذهب هو و" الجحش " الكبير إلى مزبلة التاريخ،
تلك بالتاكيد من دعوات ملايين المظلومين التي سرت في ليل مٌظلم،
غفل ﻋﻨﻬﺎ " الجحش " وأعوانه،
ﻭﻟﻢ يغفل الله ﻋﻨﻬا،
فقصمت ظهر "الجحش" وأعوانه إلى " الابد " !!!