خليل النظامي يكتب : سفير وزير،، وزير سفير،، وتاليها معكوا،،،!!!!

نبأ الأردن -
في كل مرة بيصير فيها تغيير او تعديل وزاري، نجد أنفسنا أمام المسرحية ذاتها، بنفس الممثلين، ولكن بأدوار متبادلة.
فتجد ان الوزير الذي أُقيل بالأمس، سفيرا اليوم في أهم العواصم، والسفير الذي انتهت ولايته بالأمس عاد إلى عمان وحمل حقيبة وزارية.
وكأن المناصب ليست مسؤوليات، أصبحت امتيازات يجري تبادلها بين نخبة محصنة، لا وفقا لمعايير الكفاءة.
يعني في دول العالم المتقدمة والمتحضرة، يتم اختيار الوزراء وفقا للكفاءة والاختصاص العلمي، ويتم تعيين السفراء وفقا للخبرة الدبلوماسية والرؤية الاستراتيجية وغيرها.
أما لدينا في الأردن، فالتعيينات تشبه إلى حد كبير لعبة تبادل الهدايا في حفلات رأس السنة، حيث يتلقى الجميع نصيبهم، بغض النظر عن مدى استحقاقهم لهذه الهدايا،،،
فضلا عن ان الوزير الذي فشل في إدارة وزارته لا يحاسب، بل يكافىء بمنصب دبلوماسي فاخر، والسفير الذي لم يسمع أحد به من قبل فجأة يصبح وزيرا في الحكومة.
هذا التبادل غير المنطقي ليس مجرد خلل إداري، بل هو انعكاس لمنظومة سياسية تعيد إنتاج نفسها وتتجنب التجديد وضخ الدماء الجديدة، لا بل وتحرص على إبقاء السلطة في أيدي مجموعة ضيقة من الأشخاص الذين لا يتغيرون أبدا، وهذا ما ولد ثقافة سلطوية يمكن تسميتها بثقافة ممنوع الخروج من اللعبة،،،،
والسؤال الذي يجب ان يتم طرحه،،، هل نحن أمام دولة مؤسسات كما يصفونها اصحاب النفوذ والسلطة، أم أمام دائرة مغلقة توزع فيها المناصب وفقا للولاءات وليس للكفاءات؟
اعتقد ان الوقت حان للخروج من هذا النفق المظلم، والاعتراف بأن الحكم الرشيد لا يمكن أن يقوم على تدوير ذات الأسماء بين الوزارات والسفارات، بل على فتح المجال أمام قيادات جديدة تمتلك الفكر والرؤية والكفاءة، بدلا من أن تكون مؤهلاتها الوحيدة هي قربها من دوائر صناعة القرار.