د. نضال المجالي يكتب: واقع الحال، غائم جزئي وحالة من عدم الاستقرار!

{title}
نبأ الأردن -
في قراءة واقع الحال محليا منذ جائحة كورونا وحتى اليوم وتمتد كثيرا لتتجاوز نحو الأفق القريب، ما يجعلنا اشبه ما نكون كما هو الحال في الاونة الأخيرة في نموذج قراءة أخبار وتنبؤات الطقس، غائم جزئي احيانا وحالة من عدم الاستقرار في التصريحات والاتجاهات من مراكز قوى عالمية، لا وضوح او ثبات او مؤشرات لموسم يعادل ما عشناه فيما سبق تلك السنوات الخمس، ناهيك عن زيادة فرصة التأكيد لضعف هدوء الموسم القادم وما سيلحقه من اثار وأضرار قد تطال الجميع.

غائم جزئي وحالة من عدم الاستقرار واقعنا في كل شيء حتى في احوال الطقس، ولست من المتشائمين بقدر ما ارغب ان اكون صريحا مباشرا في كل اتجاهاتي ونقل رؤيتي، ولكني ممن يقرأ الخرائط الجوية لكافة قطاعات ومناحي الحياة بنسب مقبولة، معتمدا على ما يتم جمعه من محطات الرصد المنتشرة في كل زيارة او جلسة او اجتماع او تصريح او نشرة جوية يومية، بغض النظر عن ارتفاعها عن سطح البحر او انخفاض مستواها.

ما يقلقني ان هناك تشتيت مفتعل واتساع ممنهج في الحديث عن الأحوال والظروف الجوية القادمة، ناهيك عن تعدد المرجعيات والمحللين ممن يطلقون تنبؤاتهم دون اختصاص او مصادر وتجهيزات موثوقة، او يتناقلوها منسوخة من دول الجوار كما هم الدخلاء على مهنة الراصد الجوي، لدرجة ان اصبحنا غير مقتنعين بتأكيد حدوث وقرب المنخفض او تراجعه وتبدل الحال نحو ارتفاعات طفيفة في الحرارة، حتى وصل الامر بنا لعدم القدرة على تحديد اي جانب من خزانة ملابسنا نختار او اكفا وسيلة للتدفئة والقرب منها لتحقيق الدفء المناسب، وذلك لضعف مؤشرات تحديد شخوص الهواء البارد الخلفي واعتبارهم اشد برودة من الهواء البارد الامامي والذي يمثل معنى تشكل المنخفض، واقصد الحلفاء او الشركاء او الاصدقاء او حتى الاشقاء منهم، لضمان تحقيق منخفض ماطر بالخير بامتياز يعزز فرصة النجاة في المواسم القادمة.

حالة من عدم الاستقرار هي ما نسمعه منهم كثيرا في الاونة الاخيرة بالرغم انها تسجل نتائج غير متوقعة على الارض وتتجاوز تنبؤاتهم بشكل مستمر، مما يؤكد خضوع بعضها لحالات استمطار لا امطار طبيعية هنا وهناك، والتي تغير من منسوب تأثيرها على المياه السطحية الراكدة وقد تطال الجوفية منها، في حال استمرار الحالة دون تدخل منهجي علمي قوي واضح، مما يستدعي من طرفنا الجاهزة في كل الأحوال حماية لتعرض الأفراد والممتلكات للضرر.

قد اكون كغيري في التنبؤ غير مختص، ولكن اعلم اننا عشنا في هذا الموسم ازدياد مفاجىء في عدد المنخفضات الباردة والجافة ذات الضرر، والتي حققت نسب تمثيل تجاوزت المتوقع في حدوثها لدى جهات الاختصاص، والذي يؤكد انها تعود لصدور التنبؤات وتسويقها من قبل هبات رياح ضعيفة في التشكل أصلا، سواء لضعف منشأها او قلة جودة منطقة المرور او عدم توفر العوامل الجوية الصحيحة لنشوئها، مما يستوجب قراءة اكثر دقة ووضوح لضمان بناء منخفضات ماطرة أصيلة بطرق علمية في المواسم القادمة.

واختم بحالة الطقس للايام القادمة، والتي تؤكد ارتفاعا تدريجيا على درجات حرارة المنطقة، بالرغم من استمرار تداخل المنخفظات الجوية العربية، مع ظهور فرصة كبيرة لمزيد من الصفقات القادمة من اوروبا، في محاولة الاستجابة والتعافي من الصقيع الذي ضرب عدد من المناطق، داعيا كل الشركات والبنوك والاستثمارات الاردنية للمشاركة في تأمين الدفء على المستوى المحلي على الاقل، لضمان فتح الطرق واكتمال بناء المدارس والمشاريع التنموية المتعطلة وما لحقها من انهاء عقود الالاف الموظفين نتيجة حالة الانجماد في الفكر والعلاقات وتراكم قرارات من قوى عالمية خاطئة، مما ينصح بأخذ اعلى درجات الحيطة والحذر -والله اعلم-.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير