"رئيس الجامعة الأردنية: لستُ قلقًا على مستقبل التعليم في الأردنّ

{title}
نبأ الأردن -
​مصطفى المومني- أكّد رئيسُ الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، أنَّ المستقبلَ المشرقَ للتعليم العالي في الأردنّ سيكون محفوظًا رغم الثورة التكنولوجيّة الحالية، مشيرًا إلى أنَّ الذكاء الاصطناعيّ والتكنولوجيا "قادم لا محالة"، وأنَّه يتعيّن على المؤسّسات التعليميّة التكيّفَ معها واستخدامَها بشكلٍ فعّال.

جاء ذلك أثناءَ مشاركتِه في مؤتمر إطلاق مشروع حاضنة Generation Z لاستكشاف تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ في مستقبل التعليم، برعاية وزير الشباب يزن شديفات، وبتنظيم جمعيّة عون الأردنّ للتنمية والتمكين، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة، إلى جانب مختصّين في مجال الذكاء الاصطناعيّ.

وفي الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر، التي حملت عنوان "مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعيّ"، شدّد عبيداتُ على ضرورة أن تتطوّرَ المؤسّسات التعليميّة لمواكبة هذه الثورة التكنولوجيّة من خلال تطويرِ المناهج التعليميّة، والاهتمامِ بتطوير مهارات الطلاب بما يتناسبُ مع التحدياتِ الحديثة.

وقال عبيدات: "نحنُ في الجامعة الأردنيّة استشرفْنا المستقبلَ وبدأنا في التفاعلِ مع هذه التحوّلات من خلال تحديثِ مناهجِنا وخلقِ بيئةٍ تعليميّةٍ تواكبُ هذه التغيّراتِ المتسارعةَ، مع تطوير المهارات التكنولوجيّة والفسيولوجيّة اللازمة للطلاب، بالإضافة إلى برامج التأهيل لسوق العمل التي أطلقناها مؤخّرًا."

وأضاف عبيدات أنَّ التكنولوجيا اليومَ أصبحت متاحةً للجميع، ممّا يستدعي وضعَ ضوابطَ وتنظيمًا لهذه الثورة الرقميّة. وقال أيضًا: إنَّ التحديَ الأكبرَ يكمنُ في تطوير مهارات أعضاء الهيئة التدريسيّة والطلاب في مجال الذكاء الاصطناعيّ بما يضمنُ لهم الاستفادةَ القصوى من هذه التقنيّة.

وفيما يخصُّ مستقبلَ التعليم التكنولوجيّ في الأردنّ، قال عبيدات: "نحن في الجامعة الأردنيّة بخير. لقد حقّقنا تقدًمًا كبيرًا في التصنيفات العالميّة، وكلية الملك عبدالله الثاني بن الحسين لتكنولوجيا المعلومات وصلت إلى مراتبَ متقدّمة، حيث تتنافسُ الآن مع أربعين ألف جامعة على مستوى العالم، ومن المتوقَّع أن تنافسَ لتكون من أفضل 100 جامعة في تصنيف أفضل كليات تكنولوجيا المعلومات."

كما أشار إلى الإنجازِ الكبيرِ في مجال البحث العلميّ، حيث حصل 40 باحثًا من الجامعة الأردنيًة على مكانةٍ مرموقةٍ، وصُنِّفوا ضمنَ أفضل 2% من الباحثين الأكثرِ استشهادًا بأبحاثهم على مستوى العالم، مؤكّدًا أنّ الجامعةَ تستقبل دائمًا ردودَ فعل إيجابيّةً من الناشرين حول الأبحاث المقدَّمة.

وفيما يتعلّقُ بتطبيق الذكاء الاصطناعيّ في البحث العلميّ، أوضح عبيدات أنّ التكنولوجيا قد أسهمتْ في تسريع الإجراءات وتقليل التكاليف، إلا أنّه شدّدَ على ضرورة إصدار قوانين تُنظِّم استخدامَها بما يخدمُ البحثَ العلميَّ دون التأثير على جودة البيانات.

وقال في هذا السياق: "الذكاءُ الاصطناعيُّ لا يلغي دورَ الباحثين أو الاختصاصاتِ المختلفة، بل يعملُ على تحسين وتطوير هذه التخصّصات لخدمة العلم والبشريّة."

وفي ختام كلمته، أكّد عبيدات أنَّ الجامعة الأردنيّة تمتلك الإمكاناتِ البحثيّةَ والطاقاتِ البشريّةَ المميّزة، إلا أنَّ "التمويل" لا يزال أحدَ التحديات الأساسيّة. وأوضح أنّ الجامعةَ تسعى لتطوير شراكات محليّة وعربيّة لصناعة محتوى رقميّ عربيّ، لافتًا إلى أنَّ حوالي 60% من البيانات والمعلومات العربيًة على الإنترنت يتمُّ نشرُها من مواقع أردنيّة.

وأكّد وزيرُ الشباب أهميّةَ التكنولوجيا كأداة رئيسيّة للتغيير والتقدّم، إذ تُععدُّ ركيزةً أساسيّةً لتحقيق التنمية المستدامة، لافتًا إلى أنّ الشبابَ هم قلبُ الثورة الرقميّة، وتمكينُهم بالمهارات التقنية والمعرفية أصبحَ ضرورةً ملحّةً وليس خيارًا.

وأوضحَ الشديفات جهودَ الوزارة في تمكين الشباب في مجالات الريادة والابتكار، مبيّنًا أنّ الاستراتيجيّة الوطنيّة للشباب خصّصت محاورَ تُعنى بالشباب والتعليم والتكنولوجيا، إضافةً إلى الريادة والتمكين الاقتصاديّ، فضلًا عن إنشاء حاضنات الأعمال وتنفيذ الملتقيات الوطنيّة الرياديّة.

من جانبه، قال وزيرُ العمل والاستثمار الأسبق معن قطامين: "إنّ هذه الحاضنةَ ليست مجردَ مشروع، بل هي رؤيةٌ طموحةٌ تهدف إلى تمكين الشباب الأردنيّ وتعزيز قدراتهم في عالم يتّسم بالتغيّر السريع والتطوّر التكنولوجيّ المستمرّ".

إلى ذلك شدّد وزيرُ الريادة الرقميّة الأسبق أحمد الهناندة على أهميّة تدريب جيل Z على هذه التقنيّة الحديثة؛ للبحث عن الشباب الرياديّ ومساعدتهم في صقل أفكارهم ومهاراتهم، تحقيقًا للرؤية الملكيّة السامية بجعل الأردن مركزًا إقليميًّا للأمن الغذائيّ والمشاريع الرياديّة والتكنولوجيّة، وتعدّ الريادةُ الرقميّةُ متطلّبًا مهمًّا الآن للنهوض بكافّة أشكال القطاعات.

وقالتِ المدير التنفيذيّ لجمعية عون الأردن نور الدويري: "نحن فخورون بإطلاق مشروع حاضنة Generation Z للذكاء الاصطناعيّ، الذي يمثّل خطوةً مهمّةً نحو تمكين الشباب الأردنيّ من استغلال إمكانيّاتهم في مجال التكنولوجيا. منذ شهر أيلول 2024، عملنا بجدٍّ على تنفيذ هذا المشروع، الذي نعتبره منصةً حيويّةً لتطوير المهارات وتعزيز الابتكار."

وتَجدرُ الإشارةُ إلى أنّ مشروع "حاضنة Generation Z للذكاء الاصطناعيّ"، يمثّلُ منصةً شاملةً لتدريب وتطوير المهارات في مجال الذكاء الاصطناعيّ. ويأتي في إطار رؤية الجمعيّة لدعم الشباب وتمكينهم من تحقيق أفكارهم الرياديّة، ويعكس التزامَها بتعزيز الابتكار في المجتمع الأردنيّ.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير