سامية المراشدة يكتب : الراحة النفسية

{title}
نبأ الأردن -
حينما تسأل العربي اين تجد سعادتك يقول في راحة النفسية ،اي بمعنى آخر "هدأت البال " ، وحينما تفكر بكيفية تحقيق هذا المطلب فعلياً تجد أنه يرتبط بمعايير حياتية يجب أن تتوفر بمحيط الإنسان العربي ، وكم هي مكلفة الراحة النفسية وهدات البال ؟. بمثال بسيط ،منذ زمن يعتقد أن شرب فنجان القهوة صباحاً ترفيه صباحي للرجل والمرأة ، لكن حتى أثناء شرب فنجان القهوة تأتي بعض الافكار ومقدمات التحضيرية لهذا اليوم ، اولاً يشعر أن لديه يوم طويل ومهمات صعبة  ، وهناك معتقدات غريبة  لتخفيف من حده التوتر وعدم أخذ هذا الشيء سلبياً ،اذا سكبت القهوة عليه فنقول فال خير "بمعنى  مشيها "،ولا اعلم مدى صدق هذه العبارة  المهم لا تأخذ من القهوة موقفاً او لا تبدأ يومك بالسلبية ، واخذت الفكرة أيضاً من زمن أن القهوة لها دور فعلي بالرواق والمزاج حتى تجدها تأخذ على شكل بريك أو فاصل بين اجزاء اليوم، فنجان وقت الظهيرة أو في المساء المهم أنه المنقذ المزاجي للبعض ، الإنسان العربي لسوء الحظ يتأثر بمحيطه كثيراً وهذا اسوأ ما فيه ، الظروف  العائلية والإجتماعية ،واذا لم يجد ما يغبن مزاجه يخرج لنطاق اخبار الناس واخبار  المحلية في وطنه واذا لم يجد فيخرج من نطاق الوطن ليذهب إلى  اخبار العالم ،"كأننا بندور على وجع الراس دواره "

   سعيد الحظ من هو ؟ هو الذي يتناسى لساعات مشاكله ويبعد عنها و عن الفوضى وأجواء الاكتئاب ويبحث عن أناس يتنفس معهم تنفس الصعداء والقليل ما تجدهم  ،حتى لو جاءت بكلفة فاتورة عالية أو مشوار مسافة طويلة او حتى يتمنى أن لا يسمع خبر سيء يقفل الهاتف  والمذياع والتلفزيون ويتجاهل جرس البيت ، يسمع ام كلثوم ،، لكن في الحقيقة فمن طباع العرب في بلاد العربية الإنسان لا يبحث عن سعادته بل يبحث عن لقمته ورزقه اين يجدها في سرعان الالتحاق بالعمل  ،بين البحث عن دواء ،وسرير الشفاء والمواصلات وطوابير المؤسسات الحكومية ،وتأمين حياة كريمة لعائلته ، ليتها كانت الحياة رحلة كمثل الدول الغربية ، بمجرد الوصول إلى سن التقاعد يتفرغ لحياته الشخصيه، مأمن في كل شيء ، لا يشكوا كثيراً بسبب الغلاء وارتفاع الاسعار والفقر ، فقط عليه أن يستمتع باخره عمره ،عكس العربي بعد التقاعد حياة عملية جديدة يبدأ بها لكي يستمر في تأمين عيشه ومصاريف ابنائه الجامعية .
  ونعود إلى الراحة النفسية  وراحة البال عند العربي  ،فأنه يجدها  في ذكر الله والصلاة والحمدلله على كل شيء هذا ما يهون عليه يومه،لكن بالفعل طباع العربي لا يسمح له ،اذا لم يجد ما يعكر مزاجه يبحث عنه ، وتستمر الحياة بقول مافي حدا مرتاح .

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير