د.عبدالمهدي القطامين يكتب : المتراشقون بالفوسفات...والسهام التي لا تصيب لكنها تدوش .

{title}
نبأ الأردن -
اولى الحقائق التي اعرفها ان محمد الذنيبات هو ابنا واقصد بابنا هنا اردنيا لا عشائريا ولا اقليميا ويذكر مجايلينه انه كان يقطع في اليوم هو وزملائه اكثر من عشرة كيلومترات مشيا على الاقدام ذهابا وايابا حتى يلتحق بمدرسته الابتدائية والاعدادية ايضا بمعنى ان ملعقة الذهب لم تكن في فمه بل لم يكن لديه ملعقة  اصلا لكنه كأي قاهر للظروف وزملاء له كثر شقوا طريقهم بالعلم بحثا عن الحياة التي كانت ضائعة في خضم فقر الاردنيين وجوعهم وبعدهم عن عواصم وحواضر العرب التي كانت تضم الجامعات ومراكز العلم .
هذا الاستهلال يقودني الى الحقيقة الثانية ان شركة الفوسفات هي شركة مساهمة عامة وليست حكومية وان حصة الدولة الاردنية بما فيها حصة الضمان الاجتماعي لا تزيد عن 37 بالمئة بمعنى ان القرار الاداري فيها هو ملك لممثلي الدول المساهمة فيها ومنها الكويت والهند والامارات  ومستثمرين من دول عدة ولا اظن ان هذه الدول تحابي محمد الذنيبات او توافق لسواد عيونه على تعيينه رئيسا لمجلس ادارة الشركة لولا ان وجدت فيه المنقذ بعد ان تهاوت الشركة او كادت في العام الذي سبق تولي محمد الرئاسة فانتشلها من قاع الجب الى سكة الانتاج والى تحقيق الارباح لترفد خزينة الدولة بمئات الملايين في عام واحد .
واصل الى مربط الفرس كما تقول العرب لاستغرب هذه الهجمة على مزايا ورواتب محمد الذنيبات رغم ما حققت الشركة بقيادته ولا اقول ادارته فهناك فرق بين القيادة والادارة كما نعلم نحن اهل الادارة اكاديميا واتساءل ....  هل هذه الهجمة مبرمجة ؟
اقول نعم .... وهل هذه الهجمة مضرة  ؟ اقول نعم .... وهل هذه الهجمة بريئة اقول لا ....وبين هذه الاسئلة الثلاث ثمة متسع للعجب الذي يزول حين نعرف السبب .
هل يرغب المهاجمون في ان تعود الفوسفات الى سابق عهدها شركة تئن من سوء الادارة  وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة على وقعه وهل يرغب المهاجمون في ان يستبدل المساهمون محمد بآخر من اولئك الذين يرطنون بلكنات اجنبية ويترفعون عن تلمس احتياجات المجتمع ومسؤولية الشركة المجتمعية وهل ...وهل ...وهل .
ملخص الحكاية انني لست من ملاك الاطيان ولا من المفجوعين بعدوى الارقام فمثلي مثل العامة اسير الحيط واطلب الستيرة لا احسد ولا اغبط الذنيبات على ما يستحق لانني ادرك ما الذي صنعه بل وازيدكم من الشعر بيتا انني لو كنت صاحب قرار استراتيجي في الشركة لخصصت ما لا يقل ١٠ بالمئة من صافي ارباح الشركة للادارة التي تحقق  هذه الارباح التي لم يحلم بها احد .
اخيرا ...في الزمن الجميل الماضي ايام كنا نعشق الارض والزرع اذا مر احدنا على بيدر جاره لا يستنكر ولا يستنفر من غلة المحصول بل يبادر بقوله : حلت البركة  ....فيرد المزارع بقوله  : حلت يا وجه البركة  ، وانا اقول لمحمد الذنيبات الله يطرح لك البركة .
"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " صدق الله العظيم
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير