د. ماجد الخواجا يكتب : أهلاً 2025
نبأ الأردن -
ربع قرن مرّ على البشرية من هذا القرن الأول للألفية الثالثة، خمسة وعشرون عاماً لم يهنأ فيها العالم للحظة واحدة، فما أن صحونا في ليلة الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 على حادثة تدمير البرجين مركز الاقتصاد العالمي في نيويورك، التي أقحمت العالم في حرب طاحنةٍ ضروس لم تنته حتى الآن، كان من نتائجها فرض النظام العالمي الجديد المتوحش الساعي للفوضى الخلاّقة، وجاءت حرب تدمير مخيم جنين الأولى، تلاها حروب متكررة على غزّة، وصولاً إلى حرب تموز عام 2007 بين حزب الله والكيان الصهيوني، إلى أن ظهر في نهايات العقد الأول من سنة 2010 ما سمّي بربيع العرب، عندما امتلأت الساحات والميادين بالشباب المنادين بتغيير الأنظمة السياسية في بلادهم. لندخل دوّامات من المعارك والمواجهات والفتن المسلحة التي توجت بظهور ما سمي بتنظيم داعش عام 2014 وإعلانه لدولة الخلافة في المناطق التي سيطر عليها من أراضي سوريا والعراق. وجاءت حرب جديدة على غزة في عام 2016 وعام 2019، ومع استلام ترامب لرئاسة الولايات المتحدة لعام 2016، فقد تحول العالم جذرياً في انتظار ما سيعمل عليه ترامب المنادي بالنأي عن إقحام بلاده في حروب عبثية لا طائل من ورائها، وأن الولايات المتحدة لن تظل معنية بالدفاع عن الآخرين دون مقابل، وأن الإقتصاد الأمريكي له الأولوية، وأن لا مزيد من الهجرات غير الشرعية، مع بروز تطرّف يميني واضح لا يتقبل أية أعراق وألوان وأجناس تشاركه الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لنصل إلى ما سميت بصفقة القرن المستندة بالدرجة الأولى على التعويض واستحداث المدن والتجمعات والمشاريع الانتاجية في سبيل العمل على حل نهائي للقضية الفلسطينية عبر إيجاد بدائل خارج حدود الكيان الصهيوني. مع توطيد العلاقات بين الكيان وبين الدول العربية كافة.
وجاء السابع من أكتوبر للعام 2023، ليعلن عن مرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الصهيوني، وليدخل العالم في معضلة أخلاقية وقانونية لم يتم التخلّص منها حتى اللحظة، حيث تعرّت الأمم المتحدة من مواثيقها واتفاقياتها وقراراتها لتجد نفسها عاجزة عن تنفيذ أياً منها بحق الكيان المتغطرس.
إنها أعوام حبلى بالقهر الإنساني، فلم يهدأ العالم ذات لحظةٍ من تعسّف أو جور أو ظلم يقترفه هذا بحق ذاك، حتى تماهت صورة البشر بالقهر.
ليس ربع قرنٍ فقط إنما نتحدث عن عقود من مواصلة الاضطهاد والاستغلال والتجبّر وسيادة لغة القوة والهيمنة والغطرسة.
نقف على عتبات عام جديد هو عام 2025 ونحن في أردأ حال تمرّ بها الأمة، فلا السودان ولا ليبيا ولا لبنان ولا العراق وسوريا واليمن وفلسطين تعيش حياتها كبقية الشعوب في الأرض، إنها تئن تحت حروب دامية ودمار وخراب يتطلب سنين طويلة وموارد هائلة لإعادة بناء الأمل وصناعة الحياة.
لا أمنيات مع إطلالة العام الجديد غير انتظار بزوغ شمس الكرامة واستقرار الأوضاع الأمنية وازدهار الحالة الاجتماعية والاقتصادية واحتلال المكانة اللائقة بين شعوب العالم.
أمنيات الحياة لكل الإنسانية والسلام والمحبة للأمة وشعوبها. سلاماً ينشر الوئام والانسجام بيننا، لا أمنيات غير أن نحظى بالمرتبة التي نستحقها، وأن يقدّر الله لنا الخير في قادم الأيام.
عام جديد محمّل بالآمال والأمنيات الجميلة لكل إنسان في كل زمان ومكان.