امل خضر تكتب : ٢٠٢٥
نبأ الأردن -
تنقضي سنة ٢٠٢٤ وكأنها رجل عجوز ينازع أيامه الأخيرة ، وسيحل عام جديد ٢٠٢٥ ، وبين العامين تستمر حياة البشرية تتأرجح بين الأمل والمستقبل ، والشك وضعف اليقين .
فحياة البشر تتشابه في الكثير في جوهرها مع الحكايات اليونانية تلك التي حكمت عليهم الآلهة حمل الصخرة فوق أكتفهم من قاع الجبل الى أعلاه ، وكلما أقتربوا من الوصول تدحرجوا بالصخور نحو لأسفل معيدين الكرة مرات ومرات ، حيث يبقى مصيرهم هكذا معلقا بين النجاة والأمل في الخلاص وديمومة المعاناة والألم .
نعم هذه حياتنا لا تختلف كثيرا عن تلك الأساطير اليونانية ؛،تدور الحياة ويتطلع البشر الى الأمل والحلم للأفضل وترويض القلق والخوف وترشيد الخسائر لضمان استمرارية الحياة .
لم يبق من عمر الرجل العجوز ٢٠٢٤ اكثر من ايام ، وندخل ٢٠٢٥ سنة جديدة نتطلع فيها لحياة شاب يانع يحمل عمرا كله طاقة وأمل وحرية وراحة . نتطلع أن تكون ٢٠٢٥ أفضل وأحسن من سابقاتها .
لذلك الأمل معقود بنهوض الأقتصاد العالمي ليسترد عافيته ، ويتبدد الأنكماش ليعم الرخاء والخير العام ، وتسود روح الانصاف والعدالة الاجتماعية ، وتردم الفجوات بين الدول وداخل المجتمعات ، وتكون المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات ولا تمييز بين دم عربي واجنبي ، فتلك الدماء في غزة غالية حملت معاني الكرامة والعزة والعروبة.. بيدَ أن الواقع ، بفعل تعقيده وتشابك مشاكله وتضارب مصالح الخلق فيه ، وتراجع قيمة وضوابط سلوك البشر ، دفع الناس الى تغليب الأنا على منطق الجماعة والمشترك الأنساني ، ولأن الغلو في الاعتداد والانتصار لمتطلباتها أفضى بالضرورة الى ضمور الاحساس بوحدة الخلق ، رغم الاختلافات الطبيعية النابعة عن اختلاف الاديان والثقافات والحضارات ، وتنوع الأوطان وتعدد البلدان ، فكان أن توارى الشعور بالأمان والأمن الجماعين ، سادت الحروب واخرها الحرب على غزة حربا اقترفها عدو البشرية (الصهاينة) ضد شعبا اعزل حلمه الحرية والعيش بسلام على ارضه فلسطين . ودعنا ٢٣ وها نحن
نودع ٢٠٢٤على وقع حرب، فغزة قصفتها "اسرائيل" ودمرت منشأتها وبنيتها التحية ، وقتلت الآلاف من اطفال ونساء وشيوخ ، بو حشية وقساوة قلب ومن غير وجه حق . ونتساءل ، الى متى تستمر جرائم "اسرائيل" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تبدو صورة العام الجديد ٢٠٢٥ ونحن على أبوابه، ساره وسهلة بل يرجح أن تحتاج البشرية الى ردح من الزمن كي تستعيد عافيتها ، وتعيد ترميم صورتها من جديد ، واكثر ما تحتاج اليها أن تستعيد عقلها ورشدها كي تبني جسور الثقة والمحبة والاقتناع بالعيش المشترك بين كل مكوناتها ، ودون عودة العقل والرشد الى الانسان بصيغة الجمع وليس المفرد ، لن تستقيم الحياة البشرية ، وسيظل الناس سجناء الأساطير ، اي استدامة المعاناة ودوامها جاثمة على صدورهم .