نظام القبة الحديدية لن يدوم للأبد وصواريخ غزة أثبتت ضعفه
نبأ الأردن- نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للباحث سيث فرانتزمان بعنوان "القبة الحديدية الإسرائيلية لن تدوم"، قال فيه إن الحرب الأخيرة في غزة كشفت هشاشة هذه المنظومة الدفاعية.
ويرى فرانتزمان في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن النزاع الأخير مختلف عن النزاعات السابقة، بفعل كمية الصواريخ التي أطلقتها حماس وعدم قدرة إسرائيل على الرد بالمثل.
وقال إن حماس ترى أن الحرب الأخيرة تعتبر ناجحة حيث استطاعت صواريخ عدة اختراق المظلة الدفاعية الإسرائيلية، وكانت قادرة على استخدام وابل من الصواريخ لضرب البنى الإستراتيجية.
وفي عدد من الرشقات الصاروخية تم ضرب 140 صاروخا في عدة دقائق والتي ظهرت في سماء تل أبيب وأشدود وعسقلان، وشكل الدخان الأبيض المنطلق من القبة الحديدية رسما في السماء أشبه بلوحة من لوحات جاكسون بولوك، لكنه مثل محدودية عملياتية لاستخدام هذا النظام الدفاعي الجوي.
وشدد على أن الرسالة بعد الحرب هي أن النظام الدفاعي الجوي لن يستطيع في يوم ما منع أعداد كبيرة من المقذوفات الصاروخية، وقد لا تعترف إسرائيل بهذا لكن هناك ذروة استراتيجية لهذه التكنولوجيا.
وفي هذه المرة دخلت إسرائيل الحرب بخطة تكتيكية اعتادت عليها، ضربات جوية دقيقة مستخدمة ذخائر أمريكية، لكن التداعيات الدولية على إسرائيل شكلت نكسات استراتيجية وقللت من قوة الردع الإسرائيلية وسط الصور التي أظهرت إسرائيل وهي تطلق العنان لطيرانها وتقتل المدنيين رغم دقة الهجمات.
ورغم سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية عن المواقع التي هاجمتها إلا أن النتيجة تلخص كيف أن إسرائيل ونظامها الصاروخي الدفاعي كالقبة الحديدية بات بدون استراتيجية طويلة المدى. بحسب فرانتزمان.
ولفت فرانتزمان إلى أن نجاح إسرائيل العام الماضي في عقد اتفاقيات تطبيع مع دول عربية ربما تعرض لنكسة، لكن الكابوس الأكبر لها، هي حرب متعددة الجبهات.
وتتوقع إسرائيل إطلاق حزب الله ألفي صاروخ في يوم واحد بالحرب المقبلة، وقامت إسرائيل بمناورات لضرب 3.000 هدف في الحرب المقبلة وفي يوم واحد.
وعززت من قدراتها الدفاعية المتعددة تحسبا لهذا السيناريو. فالحرب الأخيرة مع حماس أثبتت أن القبة الحديدية وإن عملت كما كان متوقعا، ليست العصا السحرية لتحقيق النصر في الحرب.
وختم فرانتزمان بالقول، إن "عقيدة الغارات العسكرية الدقيقة خلفت وراءها ضحايا مدنيين في غزة، ولم تكن هذه الحصيلة مقبولة دوليا مما زاد من الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وفي النهاية جنبت القبة الحديدية إسرائيل خوض معارك برية في العقد الماضي، لكنها ربما وصلت ذروتها الإستراتيجية مما يعني حاجة القيادة العسكرية لخطة حرب جديدة".