اختطاف عماد أمهز.. عملية "جيمسبوندية" غامضة أرعبت البترون
نبأ الأردن -
فيما لا يزال لبنان تحت أثر الصدمة جراء عملية الكوماندوز الإسرائيلية التي شهدتها بلدة البترون (شمالا) والتي أُعلن عنها السبت، تتكتم الأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان حول تفاصيل خطف عماد أمهز، إلا أن ذاك الاسم بات الأكثر تداولاً خلال الساعات القليلة الماضية.
"عملية جيمسبوندية"
وبين رسالة والد المخطوف وتأكيده على ألا علاقة لابنه بالأحزاب، وإفادة أحد الجيران حول دقة العملية، ثم الاتهامات الإسرائيلية وبيان حزب الله، يبقى الغموض سيد الموقف.
عن هذا التضارب، أن أمهز شخصية غامضة مغمورة غير معروفة في الوسط اللبناني خارج نطاق عمله، حتى إن الدولة اللبنانية لا تملك كثيرا من التفاصيل عنه.
وأضاف في مداخلة مع برنامج "تفاعلكم"، الأحد، أن العملية "جيمسبوندية"، وقصد بها شخصية جيمس بوند الخيالية الشهيرة، والتي تتحدث عن جاسوس يقوم بعمليات استخباراتية بمنتهى الدقة لتحقيق أهدافه.
وأوضح حمادة أن توصيفه جاء لشدة دقة العملية التي قامت بها إسرائيل، في إشارة منه إلى دخول 25 جنديا من الكومندوز التابعة لنخبة البحرية الإسرائيلية ثم اقتياده إلى خارج لبنان، وأيضا لبساهم الذي كان شبيها بقوات الأمن اللبنانية، كذلك إتقانهم اللغة العربية حينما تحدثوا مع أحد الجيران.
كما أشار إلى أن طريقة الاختطاف تركت تساؤلات كثيرة وافتراضات بينها أن عدم اغتياله كما فعلت إسرائيل مرارا خلال الأشهر الماضية مع عناصر وقيادات حزب الله، قد تشي بأنه ولربما يكون عميلاً مزدوجاً، مشددا على أن تلك التهمة ما هي إلا مجرد أقاويل تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع أن ليست باستطاعة الدولة اللبنانية فعل أكثر مما صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حينما دعا لفتح تحقيق ورفع شكوى.
كذلك أكد أن ليس بوسع الجيش اللبناني مراقبة كل الخط الفاصل للشاطئ، نظراً لطول ذاك الخط.
ولفت إلى أن الغموض سيد الموقف بهذه القضية وما زال يلف كل التفاصيل، خصوصا بعد العثور على جوازات سفر في شقة المخطوف وبينها جوازات تابعة لدولة بنما.
وشدد على أن العملية محرجة بالنسبة للدولة اللبنانية، خصوصا أن أمر الاختطاف استغرق أكثر من 24 ساعة لانكشافه بعد أن لاحظت عائلة أمهز غيابه وقدّمت شكوى رسمية للأمن.
لا تفاصيل واضحة
يشار إلى أن أهالي المنطقة كانوا أفادوا بأنّ قوة عسكرية قامت بتنفيذ إنزال بحري على شاطئ البترون، السبت.
وأضافوا أن القوة "انتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيا كان موجودا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر".
كذلك، أفاد مصدر مطلع بأنّ الرجل المختطف كان يتدرّب في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا (مرساتي) وهو في الثلاثينات من عمره، موضحا أنّه كان في المراحل التعليمية الأخيرة قبل حصوله على شهادة قبطان بحري، حسب ما نقلت فرانس برس.
وأضاف أنّه يتردّد إلى المعهد منذ فترة طويلة في إطار دراسته، مشيرا إلى أنه كان يقيم في السكن الجامعي.
في حين أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن قوات كوماندوز بحرية إسرائيلية "اعتقلت عنصرا رفيعا في حزب الله" في مدينة البترون الساحلية ونقلته إلى إسرائيل للتحقيق معه.
بالمقابل، وصف حزب الله في بيان أمس تلك العملية بـ "العدوان الصهيوني على منطقة البترون"، دون أن يؤكد أو ينفي ما إذا كانت إسرائيل أسرت خلالها أحد أعضائه.
بدوره، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق ما جاء في بيان لمكتبه أوضح أن الجيش وقوة اليونيفيل يجريان تحقيقات في الموضوع.
وكانت مصادر أفادت بوقت سابق من الأحد، بأن التحقيقات اللبنانية الأولية كشفت العثور على عشرات الشرائح الخلوية وجوازات السفر داخل شقة أمهز.
كما رجحت ألا يكون المخطوف وهو قبطان بحري كان يخضع لدورات تعليمية في أحد المعاهد البحرية بالمنطقة، عنصراً أو قياديا كبيرا في حزب الله كما زعم الجيش الإسرائيلي، أنه على علاقة مع الحزب.
يشار إلى أن مدينة البترون ذات الغالبية المسيحية ظلت إلى الآن في منأى من القصف الإسرائيلي المدمّر الذي يستهدف بشكل رئيسي معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، أسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل أكثر من 1900 شخص، وفقا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
بينما قتل 37 جنديا إسرائيليا، حسب الجيش الإسرائيلي، منذ بدء العمليات البرية في الجنوب مطلع أكتوبر.