العودات : الظروف الإقليمية تحتم علينا ترتيب بيتنا الداخلي .. والحموري : نثمن قرار الملك بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري
نبأ الأردن -
أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية عبدالمنعم العودات أن التحديث السياسي هو مشروع وطني يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة وفي مقدمتها الأحزاب، وليس مسؤولية فردية تخص جهة دون غيرها.
وقال العودات، خلال لقائه اليوم الأحد "حزب تقدّم”، إن العلاقة مع الأحزاب يفترض أن تكون علاقة شراكة مبنية على الثقة والمسؤولية المشتركة، والتعاون، والتنسيق، وتبادل الأفكار، لتطوير العملية السياسية.
وأضاف خلال اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات مع الأحزاب لتعزيز العلاقة بين الجانبين، "أن الأردن استطاع التغلب على الظروف الإقليمية الصعبة، والمعقدة التي تهدد أمن واستقرار هذه المنطقة، والتي تفرض علينا ترتيب بيتنا الداخلي، وتعزيز وحدتنا الوطنية، وتعظيم عناصر قوة بلدنا في مواجهة كل الاحتمالات”.
وأكد العودات أن هذا يعتمد على مدى قوة، وتماسك الأحزاب السياسية، وقدرتها على استقطاب شرائح المجتمع كافة، وصياغة برامج تحاكي عمليات النهوض بقطاعات، ومؤسسات الدولة التي يمكن أن يتم على أساسها ممارسة حق التشريع والرقابة الذي يملكه مجلس النواب بالتوازي مع هذه المرحلة من مسيرة بلدنا الديمقراطية.
وبيّن أن جلالة الملك، أشار في كتاب التكليف السامي للحكومة أن مشروع التحديث السياسي من شأنه أن يضمن الحيوية السياسية في الانتقال إلى المئوية الثانية من عمر الدولة، وأن للحكومة دورا مهما في إنضاجه، وتعزيزه من خلال علاقتها مع البرلمان، والأحزاب على أسس مهنية تقوم على التعاون تشريعا ورقابة وفق الأطر الدستورية.
وأشار إلى”أن جلالة الملك وجه الحكومة للعمل مع مجلس النواب لتجذير أسس الديمقراطية، ومفاهيمها بما يعزز مؤسساتنا الديمقراطية، والدستورية، والمشاركة السياسية، وفتح قنوات الحوار مع المجلس، والتشاور مع لجانه وكتله وأحزابه في الشؤون والقرارات التي تمس حياة المواطنين وفق نهج يغلب المصلحة الوطنية على مصلحة أي جهة ويضمن احترام كل سلطة لدور الآخر”.
وأعرب العودات عن أمله في أن تكون العلاقة بين الوزارة والأحزاب تشاركية، بحيث تساهم الوزارة في تهيئة الظروف لعمل الأحزاب بشكل فاعل ومستدام وإزالة أي عقبات تواجهها سواء إدارية أو قانونية.
وأكد أن مسؤولية تطوير البيئة الحزبية تقع على عاتقنا جميعا، وأن الوزارة ستعمل على تهيئة بيئة تشريعية حاضنة وداعمة للأحزاب وتوفير آليات للتواصل معها ومع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة ودعم الحوار الوطني، وصياغة برامج توعية وتثقيف لنشر ثقافة العمل السياسي خاصة لدى الشباب والمرأة.
وبيّن أهمية أن تقدم الأحزاب برامج واقعية، تلبي تطلعات المواطن الأردني، وتستجيب للتحديات الراهنة، بحيث يكون الهدف الذي نعمل جميعا من أجله هو بناء مستقبل أفضل لبلدنا وشعبنا.
وجدّد العودات، تأكيده للأحزاب بأن الوزارة ستكون شريكا حقيقيا للأحزاب السياسية، وأن هذه اللقاءات تأتي في سياق التشاور حول طبيعة، ومستوى وآلية هذه الشراكة لخدمة الوطن والمواطن، وبناء أردن أكثر تقدما وديمقراطية وأشد قوة وثباتا على تحقيق مشروعه النهضوي من ناحية، وتحصين نفسه في مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية.
ومن جانبه، عبر رئيس المجلس المركزي لحزب تقدم الدكتور فوزي الحموري، عن شكره لوزير الشؤون السياسية والبرلمانية، على عقد اللقاء مع قيادات الحزب والاستماع إلى وجهة نظرهم بالتجربة الإنتخابية والتحديات التي تواجه الأحزاب.
وثمن قرار جلالة الملك لعقد الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري رغم التحديات الإقليمية وأكد على أهمية الإنجازات التي تحققت في مسيرة التحديث السياسي والتي تقف وراءها ارادة قوية من قبل جلالة الملك، واصرار على دخول المئوية الثانية من عمر الدولة على اساس التحديث والتطوير في جميع المناحي السياسية والاقتصادية والإدارية.
واشار إلى إجتماع ضم اعضاء الحزب في مجلس النواب العشرين ونواب آخرين لبحث نهج العمل في المرحلة المقبلة، مؤكدا ان اعضاء الحزب سيكونون إلى جانب الحكومة لتحقيق الرؤى الملكية في الاصلاح واذا اقتضى الأمر فإنهم سيوجهون النقد لأداء الحكومة وتقديم المقترحات اللازمة والحلول التي تتوافق مع البرنامج الذي تبناه الحزب.
وقال الدكتور الحموري إن الحزب بصدد تشكيل كتلة تمثله تحت قبة البرلمان، حيث بدأ مشاروات مع مجموعة من النواب الذي يؤمنون بفكرة حزب تقدم وبرنامجه الوطني للإرتقاء في العمل العام والخدمات المقدمة للمواطنين.
بدورهم، أشاد أعضاء حزب تقدُّم، بحرص جلالة الملك على إجراء الانتخابات النيابية رغم الظروف التي يمر بها الإقليم، وهي دليل على إهتمام جلالته على أهمية السير في تطوير الحياة السياسية، للوصول إلى دولة قوية قائمة على الديمقراطية، رغم وجود العديد من التحديات التي تواجه الدولة، وهي تجربة تحوي الكثير من النواحي الإيجابية التي تسهم في مواصلة العمل بهذه العملية.
وأكدوا، أن الحزب شكّل نواة لكتلة برلمانية مكونة من 16 نائبا داخل البرلمان، من أجل الابتعاد عن العمل الفردي الذي اثبت فشله في البرلمانات السابقة، والعمل على توعية المجتمع المحلي بأهمية الأحزاب، وتغيير الفكر النمطي السلبي عن الأحزاب، إضافة إلى دعم الأحزاب؛ ليكون لديها القدرة على الاندماج في المجتمع المحلي، والقطاع الخاص؛ للخروج من سلبية التخوف من الأحزاب.
وطالبوا بأهمية دعم الأحزاب ذات الدراسات الحقيقية الفاعلة المساهمة في تطور التجربة السياسية، وتعزيز دور المواطن في المشاركة الفاعلة بالانتخابات المقبلة، وتطوير قانون الإدارة المحلية للخروج من الدور الخدمي إلى الدور التنموي، والمساهمة في تذليل تحديات تواجه الأحزاب في ممارسة نشاطاتها داخل الجامعات.