هداف كأس العالم.. عاش "منسياً ومات وحيداً"
نبأ الأردن -
لم يحظ سالفاتوري سكيلاتشي نجم إيطاليا وهداف كأس العالم بحياة هانئة طوال سنوات حياته، إذ عانى من التجاهل في صغره وحتى سنوات مجده حتى أغمض عينيه للمرة الأخيرة يوم الأربعاء بعدما هزمه سرطان القولون.
ولد سالفاتوري في مدينة باليرمو الجنوبية بإيطاليا بحي تسيطر عليه المافيا وفي أسرة تعيش بإسكان حكومي، فالفقر منعه حتى من دخول المدرسة، إذ أن والده كان يعمل جامعاً للقمامة ولا يملك الفتى خياراً سوى أن يساعد أسرته على مواجهة شظف العيش.
عرف سكيلاتشي كرة القدم عن طريق فريق محلي، عقده مع الأخير ينص على منحه ما يساوي "2 يورو" مقابل كل هدف يسجله مع الفريق، قبل أن ينتقل إلى فريق ميسينا في الدرجات الدنيا ومن ثم يضمه يوفنتوس نهاية الثمانينات الميلادية.
كان سالفاتوري بطلاً في فوز يوفنتوس بكأس الاتحاد الأوروبي قبل أسبوعين من بداية المونديال، لكن ذلك لم يمنحه ما يستحق، إذ أن المدرب أنجيليكو فيتشيني اختاره كآخر لاعب في القائمة المونديالية، وسط توقعات اللاعب ذاته بأن يصبح "هامشياً" ويشاهد المباريات من مقاعد المتفرجين.
قال سكيلاتشي قبل 10 أعوام من وفاته عن تلك الحادثة: توقعت أن أكون في مقاعد المتفرجين، وعندما طلب فيتشيني مني الدخول إلى أرض ملعب مباراة النمسا قلت له "هل تقصدني أنا؟".
أصبح سالفاتوري بطلاً قومياً في إيطاليا بعدما سجل 6 أهداف في كأس العالم وأصبح هداف المونديال، إذ أسر قلوب الإيطاليين باحتفاله العفوي، و"شعر الناس أنني واحد منهم، لست نجماً لامعاً، بل كأي شخص آخر".
فاز سكيلاتي بجائزة أفضل لاعب في البطولة حينها، لكن مسيرته مع "الآزوري" توقفت بعد ذلك التاريخ بعام، وعاد إلى النسيان مجدداً بعدما انتقل إلى إنتر ميلان ومنه نحو جوبيليو إيواتا الياباني الذي تركه عام 1997 واعتزل بعدها بعامين.
وعاد هداف كأس العالم إلى باليرمو بعد ذلك وأصبح يقضي وقته في حديقته إذ قال في حديث لـ"ديلي ميل": أنا سعيد بأن لدي حديقة أزرعها، فأنا أحب ذلك.
أصيب سكيلاتشي بسرطان القولون في 2022، وفي يوم الأربعاء أغمض عينيه للأبد في مسقط رأسه باليرمو.