الذكرى التاسعة لوفاة زياد أبو غنيمة
نبأ الأردن -
كتب احمد زياد ابو غنيمة في ذكرى وفاة والده زياد أبو غنيمة:
"٩ سنوات على الفقد الكبير.. حين طرق " الموت " باب عائلتنا الصغيرة قبل تسع سنوات.
في مثل هذا اليوم وقبل تسع سنوات تحديدا في عصر يوم ٢٩ / ٨ / ٢٠١٥، طرق الموت " بقسوة " باب عائلتنا الصغيرة حين انتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد والحبيب والصديق والمربي والداعية والسياسي الملتزم وصاحب القلم الصادح بالحق والمفكر الاسلامي والمورخ؛ الوالد الحبيب رحمه الله.
في اللحظات الاولى بعد وفاته رحمه الله، أدركت أنني فقدت اعظم سند لي في حياتي، لم يكن والدي أبا فقط بالنسبة لي، بل كان الصديق والمُعلّم والمٌحب والقدوة والمربي والسياسي الذي يحترمه الجميع ، والمفكر ذو الثقافة العالية والرؤية الثاقبة.
كانت طريقته في التعليم والتوجيه فريدة من نوعها، فمن مساجلاته الفكرية والسياسية فائقة التهذيب والرقي والحكمة مع خصومه السياسيين تعلمنا كيف نحترم الآخر وكيف نتقبّل اختلاف الآراء والأفكار.
واذكر في صباي وشبابي كيف كان يزرع فينا حب العلم والثقافة والتاريخ، مما كان يُحضر معه من صحف ومجلات متعددة الأشكال والألوان السياسية والثقافية والفكرية، منها تعرّفنا إلى ثقافات الأخرين وافكارهم وآرائهم.
منذ ذلك الفقد الكبير في 29 / 8 / 2015، أدركت كم فقدت من حكمته وعلمه وحنكته وثقافته رحمه الله، كان رحمه الله بشهادة الكثيرين موسوعة معرفية متميزة، لا يكل ولا يمل من القراءة والتأليف، فقد وجدنا في جهاز الكمبيوتر الذي كان لديه، مخطوطات لأربع كتب كان جهزها تماماً للطباعة رحمه الله، وكأنه كان يشعر بدنو رحيله رحمه الله ( وقد وفقنا الله بهمة الحبيب الغالي أبو زياد رحمه الله من طباعة اولى هذه المخطوطات بعد وفاته ( معركة الحجاب في تركيا ).
في ظهيرة يوم 29 / 8 / 2015، فقدت أبا غالياً وصديقاً صدوقاً وسنداً لا يعوضه أحد.
من قال أن الرجال لا يبكون لم يكن دقيقا فيما قال، فعلى مثل والدي الحبيب يصبح البكاء حتمياً من ابنائه واحفاده الذين يفتقدونه جميعاً، قد لا يكون البكاء بالصوت والنحيب، فبكاء القلوب أقسى وأكثر ايلاماً.
رحمك الله والدي الحبيب في هذا اليوم وفي كل يوم، فذكرك الطيب لا يفارقني منذ أن فارقتنا"..