تداعيات استقالة غانتس وآيزنكوت على حكومة الاحتلال .. ومصير "العدوان"
نبأ الأردن -
أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، مساء الأحد، انسحابه من حكومة الطوارئ بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة " في أسرع وقت ممكن".
هذه الخطوة تأتي ضمن تداعيات حرب تشنها إسرائيل على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما خلف أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وقال غانتس، رئيس حزب "الوحدة الوطنية"، في مؤتمر صحفي: بقلب مثقل، أعلن رسميا انسحابي من الحكومة.. نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو نصر حقيقي".
وفي 19 مايو/أيار الماضي، منح غانتس، المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة، نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو/حزيران الجاري، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وإلا فإنه سيستقيل من الحكومة.
وفي 11 أكتوبر الماضي، انضم حزب غانتس إلى حكومة نتنياهو، وباتت تُسمى حكومة الطوارئ، وعلى إثرها جرى تشكيل حكومة أو مجلس الحرب المصغر، ويضم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان السابق غانتس
بينما يشارك في المجلس بصفة مراقب كل من قائد الأركان السابق غادي آيزنكوت (حزب الوحدة الوطنية)، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
ولاحقاً، قدّم الوزير الإسرائيلي حيلي تروبير من حزب "معسكر الدولة" استقالته من حكومة الطوارئ، ليحذو بذلك حذو رئيس الحزب بيني غانتس والقيادي في الحزب غادي آيزنكوت.
مصير الحكومة
ولا يعني انسحاب حزب "الوحدة الوطنية" (21 نائبا) من الحكومة سقوطها، فحين انضم إليها كان نتنياهو مدعوما بالفعل من 64 نائبا من أصل 120 في الكنيست.
ولتشكيل أو استمرار حكومة، يلزم الحصول على ثقة 61 نائبا على الأقل.
ويمثل خروج غانتس من الحكومة انفراجة لحزبي "القوة اليهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ولم يكن الحزبان، وهما من اليمين المتطرق، راضيين عن كون قرارات الحرب بيد حكومة الحرب التي لا تضم ممثلين عنهما.
وفي أكثر من مناسبة، دعا بن غفير وسموتريتش، وهما أشد الداعمين لاستمرار الحرب على غزة، إلى الانضمام لحكومة الحرب أو على أقل تقدير حلها.
ورجحت المحللة الحزبية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية آنا بارسكي أن بن غفير وسموتريتش سيطالبان بعضوية حكومة الحرب بدلا من غانتس وآيزنكوت.
ونقلا عن مقربين من نتنياهو لم تسمهم، أضافت أن انسحاب حزب "الوحدة الوطنية" سيدفع نتنياهو إلى حل مجلس وزراء الحرب".
تحشيد المعارضة
ومن أشهر، دعت المعارضة الإسرائيلية، برئاسة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد مرارا في الأشهر الماضية بانسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة.
وتريد المعارضة أن ينضم غانتس إلى صفوفها، في محاولة لإسقاط الحكومة، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، حاولت الإدارة الأمريكية إقناع غانتس بعدم مغادرة الحكومة.
وكشفت أن "الأمريكيين اتصلوا بغانتس في الأيام الماضية وحاولوا التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب".
وكان غانتس طالب نتنياهو بوضع استراتيجية من 6 أهداف تتضمن: إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهزيمة حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة.
كما تشمل الاستراتيجية تحديد بديل لحماس في غزة، وعودة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر/أيلول، والدفع بعملية التطبيع مع دول عربية فاعلة، واعتماد خطة الخدمة العسكرية في إسرائيل، إلا أن نتنياهو لم يعلن عن هذه الاستراتيجية.