محاضرة تناقش موضوع البصمة اللغوية في الفكر

ناقشت محاضرة مفهوم البصمة اللغوية في الفكر، ألقاها الباحث نور الدين شبيطة، مساء أمس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.

وفي المحاضرة التي حملت عنوان "البصمة اللغوية في الفكر، كيف تؤثر اللغة في العقلية"، وقدمته فيها أمين سر الجمعية الدكتورة لينا الجزراوي، تناول الباحث شبيطة العلاقات بين اللغة والفكر، طارحا تساؤلات فيما إذا أن اللغة أداة للفكر وهل ثمة أفكار غير لغوية وتعبيرات لغوية غير فكرية بحسب النظرية اللغوية للمفكر نعوم تشومسكي التي تتناول اللغة غير الفكرية او غير المعقولة.

وتحدث عن فكرة "النحو الكوني" أو "اللغة الكونية" التي قال بها نعوم تشومسكي والتي تقول: إنّه ثمّة بنية لغوية أساسية لكل اللغات البشرية، ولا يستبعد أن تكون هذه البنية مدمجة في العقل البشري وراثيًّا، ولهذا فإنّ اللغة هي تعبير صوتي عن جزء من العقل، وليست هي الأداة التي تمدّد وجود العقل من خلالها.

وأشار إلى أن هناك ثمة لغة غير منطقية أو غير فكرية ومن هنا نشأت فكرة أن اللغة غريزة.

وتحدث عن مفهوم الغريزة اللغوية لدى عالم النفس الأميركي- الكندي ستيفن بينكر ومفهوم النحو اللغوي لدى تشومسكي.

وتطرق إلى نظرية "الحتمية اللغوية" للعالمين الأميركيين ادوارد سابير - وبينجامين وارف والتي تفيد أن حدود اللغة هي الحدود التي يتمكن الانسان من وصولها.

وبوصف اللغة أداة تواصل بحسب شبيطة الذي استعان بنظرية الفيلسوف الفرنسي برنار ستيجلر، رأى أن العلاقة بين الانسان والأداة تبادلية، فإن الانسان يطور الأداة، والأداة تطور الانسان أيضا.

وتناول في محاضرته علاقة اللغة والوجدان، لافتا إلى كون الشعر هو روح الثقافة بحيث لا يمكن ترجمة الشعر ترجمة كاملة تنقل التعابير الوجدانية الدقيقة.

وتطرق إلى ظاهرة تعليم الأطفال بلغة أجنبية ومدى تعرضهم للاستلاب الفكري.

واختتم محاضرته التي حضرها عدد كبير من المثقفين والباحثين والأكاديميين، بطرح تساؤل حول الذكاء الاصطناعي، الذي رأى أنه لربما قفز هذه القفزة الهائلة، بعد النماذج اللغوية الكبيرة مع القدرة على تحليل البيانات اللغوية الضخمة.