طبيب نفسي يُحلل "نفسيّة" فيصل القاسم من "البودكاست"

{title}
نبأ الأردن -
هذا ما كتبه الطبيب النفسي الدكتور ملهم الحراكي تعقيباً على البودكاست الذي ظهر فيه المذيع الشهير الدكتور فيصل القاسم صاحب البرنامج الشهير "الاتجاه المعاكس".
فيصل القاسم 
والاتجاه المعاكس 
رؤية نفسية 

الكل تابع مثلي ومنذ بداية إذاعة حلقة بودكاست ضيف شعيب، وبشغف شديد ولمدة 3 ساعات دونما انقطاع، القصة الملحمية لحياة ونجاح الإعلامي الأبرز على مستوى الوطن العربي، الدكتور فيصل القاسم .. 
الذي أكن له ويكن له الكثيرين الاحترام و التقدير، وقد لمست زيادةً كبيرةً في شعبيته بعد حلقته الأخيرة تلك ...
ولا يمكنني كمختص نفسي إلا أن أقف متأملاً أمام هذه الحياة الثرية والتجربة الغنية، مستخرجاً الدروس التي تشرح ميكانيزمات النفس البشرية.

• فيصل .. 
هذا الإنسان ربما حلل نفسه بنفسه، وقد يكون لجأ في فترة من فترات حياته للعلاج النفسي!
لكنه من المؤكد أنه ساعد نفسه بنفسه، من خلال خلقه وقيادته قرابة 30 عاماً برنامجه الناجح من حيث المشاهدات والجماهيرية الاتجاه المعاكس، شاء من شاء وأبى من أبى … 

• برنامج الاتجاه المعاكس..
البرنامج قبل كل شيء أراه علاج نفسي لصدمات وضغوطات وجروح طفولته، وإحباطات وقهر مراهقته وشبابه...
الذي ملك فيهما الطفل والشاب فيصل الكثير والكثير من المشاعر المختلطة القوية العاصفة المعتّقة ..
ما بين حرمانٍ طفوليٍّ غاضب وقهرٍ فتويٍّ حزين.. 
هذه المشاعر يفجّرها (الطفل في فيصل) من خلال ضيوفٍ منتقين بعناية، في برنامجه (السياسي)  الاتجاه المعاكس...
بالمقابل نشود الشهرة و الغنى، والدراهم مراهم - كما يّقال- ، كانت بلسماً لعقد وجروح الطفولة التي قد تسكن تحت أضواء الشهرة ورنّات دراهمها ... 

قبل الاتجاه المعاكس كان العلاج بالاحتكاك بالمشاهير ( ابن البيك بالقرية)، ثم ركوب  مطية العلم، ثم العلم مع التفوق، ثم العمل في أرقى المحطات التلفزيونية لتحقيق الجرعة الثانية من العلاج وهي (الشهرة) والظهور الإعلامي، ثم الانتقام بهذا البرنامج البركاني كصخور السويداء البركانية، من السلطة الحاكمة المتسلّطة بكل أشكالها إعلامية أم سورية أم عربية مهما كانت خليجية أو غير خليجية  ..  التي تمثل رمز الأب القاسي ..
ربما اكتشف ذلك من خلال المسرح الإنجليزي السياسي أو أفكار ماركس حول الطبقات المسحوقة والبولتارية  … !

فمن قال أن برنامج الاتجاه المعاكس جاء ليناقش قضية شائكة ، ويأتي بحلٍ لها!!
يكون مغفل ابن ستين ألف مغفل … 
هو برنامج ثوري على المجتمع وسلطته الظالمة ,,
ينبش به د. فيصل ويأتي بالقضية الشائكة جداً، فقط ليصنع منها بركاناً غاضباً من أحد الضيفين او كلاهما، وذلك بالوكالة والأصالة عن الطفل المظلوم المطحون في أعماق "فيصل القاسم" الإعلامي المشهور ... 
الذي تجده كثيرا ما يتندر، ويضحك تارةً، ويبتسم تارةً أخرى خلال جلجلة معركة الحوار المحتدم!
 
لذلك أرى كطبيب نفسي "الاتجاه المعاكس" مجرد حلٍّ نفسيٍّ ذكيٍّ جدا منه وعبقري لصدمات طفولته، والانتقام من جلاديه، التي أظنها استقرت مع هذا البرنامج العلاجي له  قبل أي أحد من الناس ... 
وأقول بأسلوبه الساخر: قال برنامج الاتجاه المعاكس يعالج قضية ويأتي بحل قال ..؟!!
إنه انتقام وإنصاف لطفولة معذبة محرومة...
ولأمثاله من المعذبين  المظلومين المحرومين …
فلا شك أنه استفاد منها على الصعيد النفسي الكثير، مِنْ مَن مرَّ بمثل تلك الطفولة، فشعر بشعور فيصل القاسم وابتسم تلك الابتسامة الغامضة، خلال أو في نهاية كل حلقة، وذلك بعد نجاحه في تفجير بركان غاضب في وجه أحد أو كلا الضيفين ..

بمثل تلك الشخصية الإعلامية الاستفزازية أمام التلفاز، الهادئة المسكينة التي تضمد جروحها خارجه، لا شك ان المجتمع (على الأقل أنا شخصياً) تعلم شيئاً عن فنون الحوار في لحظات الخلاف الشديد، تعلم أيضاً بعضاً من فنون السيطرة على النفس أمام الخصم اللدود ، وتمرير الرأي السام بخفة وطرفة وذكاء لا مثيل له، أمام أشرس المخالفين!

وأنت ماذا استفدت من الاتجاه المعاكس ؟! 
غير ما استفاد منه فيصل القاسم !
وهل تتوقع أن كل طفولة معذبة وشباب محبط نصيبها الشهرة والغنى.
تابعوا نبأ الأردن على