"الكوميديا الرمضانية" تجذب الجزائريين إلى نجوم السوشيال ميديا

{title}
نبأ الأردن -
تحتل الفكاهة حيزا واسعا من الاهتمام من طرف الجزائريين خلال شهر رمضان الذي يكثر فيه الإنتاج الفني وتتنوع خلاله الأعمال التلفزيونية التي تتسابق من أجل الظفر بأكبر نسب مشاهدة بغية الصعود في المراتب الأولى على منصة "الترند".

لكن في الجهة الأخرى، يفضل البعض خاصة من فئة الشباب متابعة القصص الفكاهية التي تبدعها بعض الأسماء على منصات التواصل الاجتماعي، إذ بات يعرف هذا المحتوى طفرة كبيرة في المشاهدة من طرف رواد المنصات الرقمية في السنوات الأخيرة.

تنوع الفضاء الرقمي
في أحد المقاهي الشعبية وسط الجزائر العاصمة، كان يجلس صديقان وبيد أحدهما هاتف ذكي لمشاهدة بعض اللقطات التي يعرضها أحد صناع المحتوى الكوميدي خلال سهرات شهر رمضان، فيما كانت أصوات قهقهة الضحك تنبعث من المكان.
سألت "العربية نت" الشاب عن سرّ انجذابه للأعمال الكوميدية على السوشيال ميديا في حين أن شاشة التلفزيون في المقهى كانت تعرض سلسلة فكاهية مبرمجة على إحدى القنوات المحلية، فردّ قائلا: "يا أخي ليس لدي الوقت للبقاء مشدودا أمام التلفزيون لأزيد من نصف ساعة، فهنا على إنستغرام يمكنني في عشر دقائق مشاهدة أكثر من مقلب ومشهد كوميدي والتفاعل معه".

ويعج الفضاء الرقمي في الجزائر بالعديد من الوجوه الشابة التي اختارت منصات التواصل الاجتماعي من "إنستغرام" و"تيك توك" و"فيسبوك" فضاءات لصناعة المحتوى الفكاهي والبروز فيه، وهناك من استطاع فك شفرة النجاح، فشدّ انتباه المنتجين واستطاع احتلال مكانة في الأعمال التلفزيونية، فيما بقي البعض الآخر وفيا للفضاء الرقمي كمساحة واسعة للتعبير والإبداع الحر والتمثيل العفوي.

ومن بين صناع المحتوى الكوميدي، يبرز اسم اليوتيوبر "أنس تينا" هذه السنة مع الموسم الثاني من وثائقياته الفكاهية، وقد اختار حسابه على "فيسبوك" وقناته على موقع "يوتيوب" لبث حلقتين في اليومين الأولين من شهر رمضان تعالجان بأسلوب فكاهي بعض العقليات السلبية في المجتمع، وكثيرا ما يثير "أنس تينا" النقاش والجدل عند تناوله لأي موضوع عبر منصاته على السوشيال ميديا.

ومعروف أن أنيس بوزغوب وهو الاسم الحقيقي لـ"أنس تينا" يحظى بشهرة واسعة في الجزائر وباقي أرجاء المغرب العربي، إذ يتجاوز عدد متابعيه على "يوتيوب" 2.79 مليون متابع، وعلى إنستغرام 2.9 مليون متابع، وجاء ترتيبه في الرقم 102 من قائمة الشخصيات المؤثرة في العالم وفق تصنيف مركز "غلوبل أنفليونس" السويسري.

وتعتبر صانعة المحتوى الكوميدي "كنزة فيتي" من الشابات اللواتي يواظبن على صناعة المحتوى الفكاهي عن طريق مقاطع قصيرة مصورة بهاتفها من أجل البقاء مرتبطة بجمهورها الوفي، مثلما يظهره آخر فيديو وضعته على صفحتها على "فيسبوك" في اليوم الثاني من رمضان يتناول مسألة الزواج في المجتمع بأسلوب فكاهي، وقد حظي بتعليقات الكثير من المتابعين.

تطور ملحوظ
ويرى بعض المختصين في منصات التواصل الاجتماعي، أن المحتوى الكوميدي عبر الفضاء الرقمي عرف نوعا من التطور والمسايرة للواقع الجزائري بسبب ضوابط أعادت الإبداع الرقمي إلى السكة الصحيحة.

وتلحظ الإعلامية المختصة في الإعلام الرقمي، فاطمة الزهراء نازف، "تطورا ملحوظا في مراعاة حرمات شهر رمضان الفضيل مقارنة بالسنوات الماضية".

وفي حديث مع "العربية نت"، تعتبر فاطمة الزهراء نازف أنه "يمكن أن نقول إن السوشيال ميديا هو الشارع الافتراضي ليس فقط للشباب، بل مس حاليا حتى الأكبر سنا، وتراوحت الكوميديا لتحكي واقع المجتمع الجزائري والأسرة الجزائرية بطريقة مضحكة يحس فيها المتفرج أن القصة تحكي عنه وعن عائلته".

وحول الاختلافات بين الفكاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون، ترى المتحدثة ذاتها، أنها "تختلف في جوانب وتشترك في جوانب أخرى، فكلتاهما محتوى سمعي بصري يرتكز على الإبداع والفن، سيناريو وقصة ولكن الفرق يكمن في أن العمل التلفزي الراقي له أهله وهو صناعة ثقافية، دراسة بحد ذاتها، فيها رسائل سيميولوجية لا يدركها أي شخص إضافة إلى الضوابط والرقابة".

فيما تُبرز المختصة في الإعلام الرقمي، أن "السوشيال ميديا يفتقر لنفس الضوابط لحد الساعة، طبعا الضوابط ليست أمرا سلبيا بالعكس تماما هي تمنع ظهور المحتوى المسيء للمتفرج، للوطن، أو الدين أو المجتمع..".

أما الجانب الإيجابي، فتلخصه قائلة: "كوميديا السوشيال ميديا يمكنها أن تصنع كوميديا السينما، فيها طاقات إبداعية جديدة وكثيرة ومبتكرة، تحفز وتستفز التلفزيون أن يبدع ويواكب الشباب، كي لا يفقد هيبته، وهو الجميل، كلاهما إن اتحدا سيصنعان أعمالا رائعة، ونحن نشاهدها حاليا".
تابعوا نبأ الأردن على