باحثة تونسية تعاين مفاهيم "الأنا والآخر" في الفلسفة العربية الوسيطة

{title}
نبأ الأردن -
عاينت أستاذة الفلسفة والمنطق في المعهد العالي للحضارة الإسلامية في جامعة الزيتونة بتونس
الباحثة التونسية الدكتور عائشة الحضيري مفاهيم سؤال "ألانا والآخر" في الفلسفة العربية الوسيطة بمحاضرة ألفتها مساء أمس الثلاثاء
في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.
وقالت الدكتورة الحضيري في المحاضرة التي أدارتها عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الدكتورة لينا الجزراوي، إن جلّ الباحثين اتجهوا إلى اعتبار
سؤال "ألانا والآخر" وما يثيره من تشابك مفاهيمي بين مفهومي "الإنية والغيرية" وما يترتب عنهما من إشكالات تلامس الخلافات والاختلافات القيمية
والإبستيمولوجية الإنسانية، سؤالا منتميا إلى مجال الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة.
ورأت أن التسليم بهذا الرأي كحكم مسبق دون إعادة مساءلته وتأصيله، من شأنه أن يتنزل منزلة العائق الإبستيمولوجي الذي يُخفي عن مجال البحث
حقيقةَ مرحلة مهمة من تاريخ الفلسفة وهي المرحلة العربية الوسيطة -التي توسّطت كلا المرحلتين اليونانية القديمة واللاتينية الحديثة- وما اضطلعت
به من نظر في هذه المباحث.
وتناولت في محاضرتها التأطيرات التي تسهم في توضيح مداخل الإجابة على سؤال "ألانا والأخر"، مشيرة الى تأطير ما نقصده بالفلسفة العربية،
والتأطير السياقي للفلسفة العربية، وتأطير إشكال الانسان في ما قبل الفلسفة العربية.
وتحدثت في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين، عن المفهوم التأسيسي الفلسفي، متطرقة الى التأطير النظري
التاريخي والحضاري .
ولفتت الى أن الفلسفة العربية لا تعني الفكر العربي، موضحة في هذا الإطار أن المقصود بعبارة "العربية" كل من اسهم في موضوعات الفلسفة
في ظل الحضارة العربية الإسلامية دون الالتفات الى عرقه او لغته او دينه.
وبينت أن المقصود بالفلسفة العربية الوسيطة هي تلك الفترة الممتدة من القرن السادس الميلادي حيث كان أول فيلسوف عربي هو الكندي
وصولا الى القرن الثاني عشر الميلادي مع إبن رشد الأندلسي.
وتناولت سياق تأصيل البحث في مسألة "ألانا والآخر" في الفلسفة العربية الوسيطة بشكل خاص وفي سياق الفكر الفلسفي الإنساني بشكل عام،
والنظر في ما اتصل بها من اشتقاقات مفهومية من ناحية، وما تثيره من إشكالات ومباحث قيمية وإبستيمولوجية من ناحية أخرى.
واستعرضت اوجه القول في المختلف والمشترك الإنساني، بهدف استكمال ما غيّبته بعض الدراسات، حول كيفية تأطّر سؤال الأنا والآخر
في الفكر الفلسفي العربي الوسيط وهل من تشكّل فلسفي مبكِّر لمفهومي"الإنّيّة والغيرية" فيه؟ وكيف تحضر المفاهيم القيمية والإبستيمولوجية
المتضادة في مستوى تأسيس علاقات الوصل والفصل بين مختلف مراحل الفكر الإنساني، وما يتصل بها من قيم الاعتراف والرفض، وغيرها،
في تصوّر الفلسفة العربية الوسيطة؟.
وحول مفهوم "ألانية والغيرية" استحضرت فلسفتي الفارابي وابن سينا وطروحاتهما الفلسفية، مثلما تناولت ما أطلق عليه "الانا الجمعية" في الطروحات الفلسفية لابي حامد الغزالي، مستدعية ما طرحه من ترتيب علاقة الانا والاخر وما ذهب فيه الى موضوع تأويل النص.
وقاربت بين التصور الفلسفي في هذا الموضوع لدى الغزالي والفيلسوف "كانط"، مشيرة الى كتاب الغزالي "عجائب القلب".
وتناولت مقهوم "أنا افكر" لدى "كانط" وديكارت"، مستعرضة الاختلافات بينهما.
واستحضرت كذلك ابن رشد وكتابه فصل المقال في فلسفة الانا والاخر المختلف، ومنهجه في الاعتراف بما مهد له الاخر في السياق الحضاري.
ورأت أن الفلسفة العربية تناولت سؤال الانسان بوعيه وجسده وعلاقته بالاخر، لافتة الى أن الفلسفة العربية -الاسلامية أظهرت العلاقات التشابكية
والتنافرية كما اظهرت نوعا من التراتب بين "الأنيات والغيرييات".
وقالت الدكتورة الحضيري إن مبدأ الانا والاخر تشكل على مبدأ الاعتراف وذلك ضمن المفهوم الابستمولوجي في الفلسفة العربية-الاسلامية،
مشيرة الى أن مفهوم "الانا الجمعية" لدى كل من "الكندي" و"ابن رشد" كانت منفتحة على الاخر حتى لو خالفها في المعتقد او اللغة او العرق.
وتحدثت عن إنتقال الفلسفة العربية الى العالم اللاتيني والغربي في فترة ملك قشتالة "الفونسو" .
وفي ختام المحاضرة جرى حوار ونقاش معمق مع الحضور في الموضوعات التي تم تناولها حول "سؤال الانا والاخر".

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير