في ندوة "الرابطة الأردنية اللبنانية" .. المعشر : حل "الدولة الواحدة" ممكن و"الدولتين" انتهى (صور)
نبأ الأردن -
في ندوة لم تخلُ من الجدل السياسي، ولربما كانت أقرب إلى العصف الذهني في محاولة قراءة حاضر المنطقة ومستقبلها، مع تمحيصٍ بالمشهد الفلسطيني، أكد وزير الخارجية والسفير الأردني في كل من واشنطن وتل أبيب، الأسبق، مروان المعشر، أن العلاقة الأردنية مع إسرائيل، باتت بحاجة إلى مراجعة، فمرحلة ما بعد الحرب على غزة ليست كما قبلها.
وفي الندوة التي أقيمت الأحد ونظمتها رئيسة الرابطة الأردنية-اللبنانية سامية منغو الصلح، بحضور رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية بالوكالة جو رجي ومساعده المستشار جورج فاضل، وعميد الجالية اللبنانية في الأردن المهندس فؤاد أبوحمدان، إنتقد المعشر، سياسة "التكيف" التي إتبعتها الدولة الأردنية سابقاً مع إسرائيل.
وقال إن الأردنيين لن يقبلوا بالعلاقة القديمة مع إسرائيل، مشدداً على أن الأردن ليس لديه المال لدعم صمود الشعب الفلسطيني، في حين أن من لديه المال غير مهتم بدعم هذا الصمود.
وفيما أوضح المعشر أننا نتعامل مع واقع جديد يتطلب مراجعة جديدة في العلاقات مع إسرائيل، وأن العلاقات الأردنية-الإسرائيلية لا يمكن أن تبقى كما كانت عليه في السابق بعد الحرب على غزة، فإنه أبدى عدم امتلاكه أجوبة إن كانت مراجعة العلاقة ستتم وكيف يمكن أن تتم.
وأشار المعشر إلى أن الحجة الأردنية دائماً كانت أن اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل في عام 1994 هدفت بشكل أساسي لتعريف الحدود ولإيقاف "الوطن البديل"، حيث أن هناك بند صريح في المعاهدة يمنع على أي من الطرفين تهجير مواطنيها أو سكانها إلى الجهة الأخرى.
وشدد المعشر على أن هذا البند، حسب رأيه، هو أهم ما جاء في المعاهدة وليس قضية الباقورة والغمر أو قضية المياه.
وفيما أعرب المعشر عن أمله بأن تأتي حكومة إسرائيلية، في مرحلة ما، راغبة بالسلام وإقامة حل الدولتين، فهو يرى في الوقت عينه أن هناك حقائق جديدة اليوم، فلا بد وأن يكون واضح لصانع القرار في الأردن أن كل سياسة التكيف مع إسرائيل لم تنجح في ثني الإسرائيليين عن مبتغاهم في إقامة الوطن البديل لأنه ليس لديهم خيار سوى التهجير، وإذا بات هناك قناعة لدى صانع القرار بأن هذا ما تسعى إليه إسرائيل فهذا يعني أن العلاقة معها لا يمكن أن تبقى كما كانت عليه قبل الحرب على غزة، ولا ننسى أن من كانوا ينادون بالوطن البديل عندما وقّعنا اتفاقية السلام مع إسرائيل، كانوا على هامش صنع السياسة الإسرائيلية، لكنهم الآن في صلب صناعة القرار في إسرائيل.
وفي جدلية الحل للقضية الفلسطينية، قال المعشر أن حل "الدولة الواحدة" هو الأقرب للقبول الآن من حل "الدولتين" الذي انتهى ولن تقبل به إسرائيل، منوهاً إلى أن احد استطلاعات الرأي أوضح أن الغالبية العظمى من فلسطينيي المهجر يميلون الى هذا الحل.
وقارب المعشر بين النموذجين السويسري والجنوب إفريقي في اللجوء إلى حل الدولة الواحدة دون أن يذوب أي مكون في الآخر، مشدداً على أن منظمة التحرير الفسطينية وزعيمها ياسر عرفات، كانوا قد تحدثوا في مقاربة هذا الحل في مرحلة ما من مراحل النضال الفسطيني، وعليه فهو ليس بالطرح الجديد، وإن كان صعب التحقيق الآن، لكنه ليس مستحيلاً.
وفيما بتعلق بلبنان، أعرب المعشر عن رأيه بأن فرص توسعة الحرب بين حزب الله وإسرائيل ضعيفة، وكذلك هي بين إيران وإسرائيل وباقي الأطراف في المنطقة، فهناك وعي من جانب إيران وحزب الله بعدم توسعة الحرب، غير أن الجانب الوحيد الذي يرغب بتوسعة رقعة الحرب هي إسرائيل فقط.
وفيما اعتبر المعشر أن الضغط الأميركي على إسرائيل بشأن الحرب على غزة ليس حقيقياً، إلا أنه في الموضوع اللبناني حقيقي.