المستشفى التخصصي يكرّم فريقه الطبي الأول العائد من غزة

{title}
نبأ الأردن -
كرّم المستشفى التخصصي اليوم الإثنين عدداً من أطباء المستشفى الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد أدائهم لواجب نصرة أشقائهم الأطباء في قطاع غزة، وذلك بحضور معالي الدكتور ياسين الحسبان رئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان وسعادة المهندس فراس السواعير رئيس لجنة فلسطين النيابية وسعادة الدكتور محمد الخلايلة رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية وسعادة الدكتور زياد الزعبي نقيب الأطباء الأردنيين والدكتور فوزي الحموري مدير عام المستشفى التخصصي، وذلك في حفل جمع عدداً كبيراً من الأطباء وكوادر المستشفى في قاعة الملكة رانيا العبدالله في مبنى المستشفى التخصصي.
وأشاد الحموري في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة بالجهود الاستثنائية التي قام بها فريق الأطباء واصفاً كلاً من الدكتور بلال عزام والدكتور عمار الحمود والدكتور عبد الرحمن شاهر والدكتور مصعب عبد الرحيم الذين هبّوا لنصرة أشقائهم في غزة غير آبهين لشيء سوى أداء واجبهم الإنساني تجاه الأهل في غزة، بالأطباء الصادقين في مهنتهم الذين هم عند وعدهم حين أقسموا على أن يراقبوا الله في مهنتهم وأن يصونوا حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال.
وأضاف الحموري بأن الأطباء الأبطال وبالرغم بأنهم عادوا وفي عيونهم وقلوبهم غصّة وأنهكتهم ساعات خوف وأرق وعمل طِوال، لكنها بالنسبة لهم كانت بصيص أمل لإنقاذ الأرواح في أرضٍ استبسل شعبُها على الذودِ عن شرف الأمة العربية والإسلامية، هذا الشعب الذي وقف صامدا في وجه آلة حرب جيش الاحتلال الدموية التي تنتهج بشاعة وقذارة القتل بلا هوادة بدم بارد غير آبهين بالقوانين والمعاهيد الدولية.
وثمّن الحموري جهود جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم قائلاً بأن جلالته أنموذجاً في الاستبسال في مد يد العون؛ وأن رؤية جلالته يقوم بالمشاركة بالإنزال الذي قامت به القوات المسلحة الأردنية قبل أيام لتقديم المساعدات الطبية لقطاع غزة ، هو استمرار لجهود مضنية يبذلها جلالته تؤشر على فهم ملكي لضرورة تشكيل إدراك عالمي لتداعيات ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية طوال العقود الماضية، كما أشاد بجهود سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم بالإشراف على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الثاني لقطاع غزة، وبمشاركة سمو الأميرة سلمى المعظمة بإنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة واصفاً بأن هذه الجهود هي ما عهدناه بالهاشميين.
من جهته أثنى الدكتور زياد الزعبي على جهود الفريق الطبي قائلاً بأنهم حملوا أرواحهم على كفوفهم ومضوا من أجل نصرة الإنسانية، وأن هناك الكثير من الأطباء لا يزالون يطالبون بالسماح لهم بالذهاب إلى القطاع لتقديم العون الطبي اللازم، وأن نقابة الأطباء الأردنيين فتحت باب التطوع منذ بداية العدوان على غزة، واصفاً الاعتداءات الغاشمة على الأطفال والنساء والشيوخ العزّل باعتداءات تجري على أيدٍ جبانة.
من جهته ثمّن معالي الدكتور ياسين الحسبان جهود الفريق الطبي معرباً عن اعتزازه بمواقف الأطباء الأردنيين الذين لا يتوانون عن تقديم الواجب أينما اقتضى الأمر، واصفاً ما يجري في قطاع غزة بالإبادة الجماعية الجبانة الغير مسبوقة بالوحشية، وأن المنظمات الدولية والحقوقية وغيرها والتي لم تقف ذد هذه الإبادة الجماعية، هي منظمات صورية تدّعي تبنيها لحقوق الإنسان أو الأطفال أو النسويّة ولديها معاييرها المزدوجة.
وأعرب المهندس فراس السواعير في كلمته عن تقديره لدور الفريق الطبي واصفاً دورهم بالصمود أمام انعطافات مصيرية في تاريخ الأمة، وأن نصرتهم لهذا القطاع الذي يعمل من أجل الإنسان والقضية الفلسطينية هو انتصار للحق وأن الظلام لا بد له أن يزول وسيأتي يوم تُعاد فيه أمجاد أمتنا واصفاً الجهود الطبية بالدعم اللازم لهذا الصمود.
ومن جهته عبّر الدكتور الخلايلة عن اعتزازه بمواقف جلالة الملك والشعب الأردني في دعم الأشقاء في قطاع غزة، مثنياً على ما تقدّم به معالي الدكتور الحسبان بأن ما يجري اليوم من حرب إبادة بالأمر الغير المسبوق سواءً ببشاعة الفعل أو الفاعل، مشيداً بدور الأطباء الذين انتصروا لأشقائهم وهذا ما يعهد عادة من الشعب الأردني.
وفي كلمة رئيس الفريق الطبي العائد من قطاع غزة الدكتور بلال العزام أوضح حجم المعاناة التي يكابدها الأطباء الابطال الذين استمر صمودهم لما يزيد عن الأربعة أشهر إلى جانب جميع العاملين في القطاع الصحي في غزة، واصفاً بأن ما يصلنا من مشاهد عبر منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية ما هو إلا جزء بسيط من صورة مهولة وواسعة من الإجرام الوحشي والإبادة الممنهجة تجاه الشعب الأعزل في القطاع، وأن الحالات الطبية التي رآها هناك ليشيب لها الولدان من هول فظاعتها، سواء في عمليات البتر الكثيفة أو مسببات الوفاة، ذاكراً منها نقص المستلزمات الطبية والجراحية، وانتشار الأوبئة والالتهابات وشدة البرد التي أودت بحياة العديد من الأطفال الذين غفلت بنادق الاحتلال عن إصابتهم.
وأوضح الدكتور العزام بأن الاستهداف الذي نسمع به للكوادر وللعقليات النيّرة من أشقائنا في القطاع لهو حقيقة شهدها بأم عينه، حيث أن العلماء والأطباء المميزين هم المستهدفون بالمقام الأول، واصفاً محاولاتهم لتصفية الشعب بمحاولات لكسر إرادة الإنسان وتجريده من حقوقه وإنسانيته، ومؤكداً على أن الأثر والدعم النفسي الذي قاموا به يوازي الدعم العلاجي الجسدي، وحكى بعضاً من القصص التي شهدها هناك والحالات التي شارك بعلاجها وإجراء العمليات الجراحية لها مؤكداً بأنها جميعها تعكس الصمود الاستثنائي لهم.
كما أعرب الدكتور العزام عن سعادته بكون الفريق الأردني الذي ترأسه كان الفريق الطبي العربي الأول الذي هب لدعم أشقائه في غزة، مضيفاً بأن الأشقاء هناك ينظرون دائماً للشعب الأردني بالأخ الأقرب والسند الذي لا يميل عن نصرة أخيه.
ومن الجدير بالذكر أن المستشفى التخصصي عمل منذ بدء العدوان لنجدة الأشقاء في غزة ونظم أكبر حملة للتبرع بالدم في تاريخ الأردن، وأرسل المساعدات الطبية والإنسانية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية، ودعم الفريق الطبي بما يلزم من معدات ومستلزمات طبية، وتم إرسال فريق طبي ثانٍ كان قد دخل القطاع قبل 4 أيام من اليوم..
كما أن المستشفى التخصصي يقوم، ومنذ سنوات، بتقديم التدريبات اللازمة للكوادر الطبية من غزة ومن القدس ومن الخليل على كيفية دعم الحياة المتقدمة للإصابات والحوادث لإنقاذ حياة المصابين في أوقات الحروب والصراعات، فضلاً عن قيام المستشفى بتدريب عدد من الأطباء والممرضين من قطاع غزة في عدة اقسام في المستشفى التخصصي لمدة لا تقل عن 6 شهور في أقسام منها (غسيل الكلى، القسطرة، جراحة الاوعية الدموية).

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير