د.أحمد ابو هلال : ملحمة طوفان الأقصى

{title}
نبأ الأردن -

ملحمة طوفان الأقصى

شعر الدكتور أحمد أبوهلال


 

اليـَومَ فـاجَأَنـا الـبَـيانُ صَبِـيحةً

من أرضِ غـزَّةَ قالَهَا كَشَرارَةْ

 

اليـومَ دَمّـَرْنَــا مَـراقِــدَ زُمْـرَةٍ

عَاثُـوا خِـلالَ دِيـارِنَا بِـحَـقارَةْ

 

في خَمْس سَاعاتٍ هَزَمْنا فِرْقةً

جُـنْدُ العَـدُوِّ تَـفـاجَأَتْ بِـالغَارَةْ

 

صارَ الـجُنـودُ مُحَاصَراً أو مَيِّتاً

وسَـعِيـدُ حـظٍ مَـنْ أَتَـمَّ فِـرَارَهْ

 

واستَسْلَم الباقِي فَكانَ مَصِيرُهُمْ

في الأًسْـرٍذاقُـوا ذٍلَّةً وحَسَارَةْ

 

قال ابْنُ غزَّةَ لا نخافُ جُيوشِكُمْ

جَيـشٌ جَبانٌ قـد أَبـَنْتُ خُوارَهْ

 

يا أيُّها الـْمُحتلُّ إِسْـمَعْ مُـرْغَـمَاً

وطنِي وقُدْسِي واضِحٌ كَمَنارَه

 

لا تَدَّعِي ما عَادَ جـيْشُكً قـاهِرَاً

اليَومَ جيْشُكَ إِنتَهَىى اسْتِكْبارَهْ

 

لا قـصْفَ يُـرْعِـبُـنا وَلا طَـيَّارَةٌ

أَهـَدَمْتَ بـيْتاً مَسْجِداً وعِـمَارةْ

 

عِـنْدِي يَـقِيـنٌ لا أخَافُ مًـنِـيَّتِي

إِنْ مِتُّ مِنْ سَقَمٍ أتَى أوْ غَارَةْ

 

إنِّي أُحـارِبُ في سَبِيلِ قَـضِيَّتي

وإذا قَـضَيـْتُ فَجَنَّـةُ وطَهَـارَةْ

 

وشَهـادَتِي ستُـنِيرُ دَرْبـاً سَـارَهُ

أبـْطـالُـنَا فـي لَـيْـلِـهِ ونَـهَـارَهْ

 

يا أُمَّـةَ الإسْـلامِ أيْـنَ جُهُـودُكُـمْ

أيْنَ العَرَبْ وجُيُوشُهُمْ جَرَّارَةْ

 

أيْـن التَّـضـامُـنُ طـَالـَما رَدَّدَّتـُمُ

أيْـن الـجِهَـادُ وحَمْلُكُمْ أقْـدَارَهْ

 

أبـْنَاءُ غـزَّةَ قــدَّمـوا أرْواحَـهُـمْ

لَمْ يَبـْقَ بَيْـتٌ يَحْتَمُـوا بِجِدَارهْ

 

المسجدُ الأقصَى أرادُوا نَصْـرَهُ

لَمَّا الـيهُـودُ ترَجَّلُـوهُ جَـهَـارَةْ

 

حَفَروا خَنادِقَ في أراضِي غزَّةٍ

حَـارَ الـخَـبِـيـرُ بِفَـنِّه وعَمارهْ

 

ليْسَتْ خنـادقَ بـَلْ شَراكٌ مُحْكَمٌ

فَشِلَ العَـدُوُّ بِهَـدْمِهِ وحِصَارهْ

 

حِـصْنٌ مَـنِيعٌ قَـدْ تشَعَّـبَ دَرْبـُهُ

تحْـتَ الـرِّمالِ تَعَـدَّدَتْ أدْوَارَه

 

قالوا سيدْخلُ جيشُنا في حِصْنِهِمْ

فهُـوَ السَّبـيلُ لِنَجْتَلِي أسْرارَهْ

 

بدأوا بِقَصْفِ بُيوتِهِمْ وجُمُوعِهَمْ

لا فَـرْقَ بيـْن صغِيـرِهِمْ وكِبَارهْ

 

قصَفُوا المساجد والكنائس نقمة

والقَصْفُ قد بَلَغَ السَّماءَ غُبَارهْ

 

قصَفُـوا مشافيهم ودُورَ عٍلاجِهِمْ

سَرَقٌوا الدَّواءَ وحَرَّمُوا إحْضَارَهْ

 

كـان الشِّفـا رمْـزَ الصُّمُودِ لِغَـزةٍ

وصَـلُوا إلـيْهْ وهَدَّمُـوا أسْـوارَهْ

 

دخَـلوا بِـنـايـَاتٍ وقـالُـوا تـَحْتَهَـا

بعْضُ الخَنادِقِ مِنْ وراءِ جِدَارهْ

 

نادَوْا على الإِعْلامِ يَعْرِضُ كنْزَهَمْ

عـَرَضُوا عَـلَيْهِمْ سُتْرَةً وسِتَارَهْ

 

سَخِرَتْ مَواقِعُ عِدَّةٍ مِنْ عَرْضِهِمْ

حتَّى اليهُودُ اسْتَهْزَأوا إِظْهَـارَهْ

 

عاثُـوا خَرابـَاً في مَرافِـقَ خِـدْمةٍ

يَئِسَ الـجنُـودُ فَـدَمَّـرُوا أدْوَارَهْ

 

ألْـقَـوْا قنـابلَ حَـرَّقَـتْ أجْسادَهُـمْ

صُـوَرُ الصَّحافَـةِ وثَّقَتْ أخْبارَهْ

 

مَنعُـوا دَواءَ النَّاسِ أو أقْـوَاتِهِـمْ

قَـطَعُـوا الـمياهَ ودَمَّـروا آبـارَهْ

 

سرَقُوا جَثامِينَ الرِّجالِ لِفَحْصِهَا

إِنْ كانَ مِنْهُمْ، يـَدْفِـنُوهُ وَعَـارَهْ

 

صَمَدَ المُقَاوِمُ والمُواطِنُ شَامِخَاً

رَفَعُوا شِعارَ النَّصْرِ مَعْ تِكْرَارهْ

 

لَمَّا أحَسَّ الغَـرْبُ ضَعْـفَ وَلِيدِهِمْ

هَـبُّـوا إلَـيْـهِ لِيـَحْـمِـلوا أوْزَارَهْ

 

مَـدَّوا إليـهِ الـعَـوْنَ دونَ تَـحَـفُّـظٍ

قـالُـوا مُحِـقٌ، بَــرَّرُوا أعْـذَارَه

 

الـغَـربُ سارَعَ في إعَـانَـةِ خاسِرٍ

لـمَّا الـْكَـتـائـبُ دَمَّـرَتْ أوكَـارَهْ

 

قـالـوا لإِسْـرائيـلَ حَـقٌ مُـطْـلَـقٌ

حَـقُّ الدِّفاعِ ولَوْعَـلَتْ أضْرَارهْ

 

لا تعْجـبُوا هـذا الْكِيانُ صَنِيعُـهُمْ

قد أوْجَدُوهُ وَدَعَّمُوا اسْتقْرارَهْ

 

في وعْـدِ بـِلْـفُورِ تَـعَهـَّـدَ مَنْحَهُمْ

أرْضَ الرِّباطِ وَبَارَكُوا إِصْدارَهْ

 

في كُـلِّ حَرْبٍ أمْعَـنُوا في دَعْـمِهِ

وَهَبُوا السِّلاح وَدَاوَمُوا إبْرارَهْ

 

الـغربُ مُـزْدَوَجُ الْمَعَايِـيرِ طَبْعُـهُ

في شأْنِ غزةَ حَادَ عـنْ مِعْيَارهْ

 

قَتـْلُ اليهودِ لِشعْـبِ غـزةَ حَـقُّهُمْ

وَرَأوْا مُـقـاوَمَةَ العَـدُوِّ حَـقَـارَهْ

 

أْبـشِرْ بِـنَـصْرِ اللهِ  يا جُـنْدَ غزةٍ

اللـيْلُ طـالَ، اسْتَبْشِرُوا بَنَهَـارَهْ

 

وَتَأمَّلَ السُّفَـرَاءُ مَجْـلِسَ أمـْنِهِمْ

قالـوا قَرارٌ نَـأمَـلُ اسْتِـصْــدَارَهْ

 

الغـربُ عَـارَضَـهُ وأَجْـمَعَ ضِدَّهُ

نَقَضُوا القَرارَ وأَبْطَلُوا إصْدَارَهْ

 

قـالـوا قـرارٌلا نـَرَى نَــفْـعَـاً لَـهُ

هــذا قَــرارٌ خـاسِــرٌأنْــصَــارهْ

 

في هيئةِ الأُمَمِ اسْتطَاعُوا فِعْـلَهُ

صَـدَرَ القَرَارُ وأجْـمَعُوا إقْرارَهْ

 

سَخِـرَ العَـدُوُّ مِنَ القَرارِ وَنَصِهِ

قـالـوا قَــرارٌسَــاءَنـَا إشْـهَـارهْ

 

وتـَجَـمَّعَ الـْجِيـرَانُ إخْـوةُ غزةٍ

فـي مَسْرَحٍ وَتَـنَـاوَبُـوا أدْوَارَهْ

 

قـالَ الـمُطَبِّعُ لا تَقُولُوا أوْقِـفُوا

الـتَّطْبـيعَ إنَّـا نَسْتطِـيـبُ ثِمَارَهْ

 

قـَال الـمُعَاهِدُ لايـَجُـوزُ تَراجُعَاً

إنَّـا نَـفٍـي بـِعُـهُــودِنـَا وَإطَـارهْ

 

وتَخَالَفُوا فِي رَأيْهِمْ وكَلامِهِـمْ

وَصَلُـوا لِنَصٍ نـَاقَشُوا أفْـكَارَهْ

 

وتَمَخَّـضَتْ ناقَـاتُهُمْ عَنْ قاصِرٍ

جاءَ الـمَخَاضُ بِأرْنَبِ أوْ فَارَةْ

 

رَفَضَ اليَهُودُ قرَارَهُمْ وبَيانَهَمْ

قـالُـوا بَـيانٌ نـَـزْدَري أفـْكَـارَهْ

 

أُمَمٌ مُـنَـافِـقـةٌ وَنَـحْـنُ ضَحِـيَّةٌ

جَـيـْشٌ أُهِيـنَ أّذَلَّـهُ السِّنْـوَارَهْ

 

أبـناءُ غـزةَ هـاجًـمُـوهُ فَـجْـأةً

والـيومَ نَـدْخلُ طالِبِـيـنَ بِـثَارهْ

 

إنـَّا سنَـدْخُلُ أرْضَهُمْ ونُبِيدُهُمْ

قال ابـنُ غزَّةَ أَنـتـَظِرْ بِحرارَةْ

 

قـالوا سنَـدْخُلُ بَـرَّهُمْ في لَيْلةٍ

قالَ ابنُ غزةَ لا تَـرِوْنَ نَهَارَهْ

 

قـالُوُا سيَدْخُلُ جيْشُنا أنْفَاقَـكُمْ

قـال الـْفِدائي فَارْقُبُوا  إِقْـبَارَهْ

 

قـالـوا لِـواءٌ قـد تَـقَـدَّمَ بـَرَّكُـمْ

قال الـفِدائي لـَنْ يعُـودَ دِيارَهْ

 

من داخِـلِ الأنفاقِ أشْباحٌ بَدَتْ

ذاقَ الـعـدَوَّهَـزيـمَةً ومَـرارَةْ

 

من كلِّ صَوْبِ وجَّهُوا ال/ياسِينَهُمْ

فتَحَطَّمَتْ مِيرْكَـافُهُمْ كَمَحَارَةْ

 

قالوا نُحَرِّرُ جُـنْدَنا مِنْ أسْرِكُمْ

قالتْ حَماسُ سَتَدْفَعُوا أسْعَارَهْ

 

سنُبَادِلُ الأسْرَى بِأضْعافٍ لَهُمْ

الشَّرطُ هـذا فَـاقْـبَلُوا إِقْـرَارَهْ

 

خَضَعَ العَدُوُّ بِرَغْمِ أنْفِ رَئيسِهِ

لتَـبادُلِ الأسْـرَى وَزادَ عِثَارهْ

 

واذا اسْتَمَـرَّ رئيسُهُـمْ في غَيِّهِ

سَيَرَى بَقايَـا جـيْشِهِمْ ودَمَارَهْ

 

دخَـل المُقـاوِمُ حـَرْبَهُ بِقَـناعَـةٍ

نَـصْـرٌ بِـإذنِ الله ظَـلَّ شِعًـاره

 

إنَّـا نُـريدُ العـيْشَ في أوْطَـانِنَ

عَيْشاً كَرِيماً قـدْ جَرى إِنْكَارَهْ ا

 

انـَّا نُرِيدُ القُـدْسَ عـاصِمةً لنَـا

في دَوْلةٍ فيها رُقِي وحَضَارَةْ

 

الْمسْجدُ الأقْصًى مُقَدَّسُ عِنْدَنَا

لا تَـقْربُوه تَغَـطْرُساً وحَـقَارَةْ

 

هـذي قـوَاعِـدُنا وهـذا حَـقـُّنَـا

صِـدْقٌ  لِـوَعْـدٍ اللهِ مَا نَخْتَارَهْ

 

الـنَّـصْرُ عِـزٌّ والشَّهـادَةُ جَـنَّـةٌ

واللهُ قَـدْ وعَـدَ الشَّهِيـدَ ثـِمَارَهْ

 

سَبـَّابَةٌ رُفِـعَـتْ بـِوَجْهِ عَـدُوِّنَا

لِأَبِـي عُبـَيـْدَةَ قالَهَـا بِـجَسَارَةْ

 

فـَجِهَـادُنَـا نـَصْـرُ أرَدْنَـا نَيْـلَـهُ

وإذا الشَّهادَةُ عَاجَلَتْ فَبِشَارَةْ

 

الدكتور أحمد أبوهلال



تابعوا نبأ الأردن على